يبدو أن علاقات الصين وروسيا آخذة في التوسع وتحديدا على صعيد استفادة الصين من الأسعار المنخفضة لموارد الطاقة.
حيث أظهرت بيانات جديدة من S&P Global Market Intelligence أن شحنات الفحم الروسية إلى الصين آخذة في الارتفاع على الرغم من انخفاض إجمالي الشحنات إلى الصين.
وقد ارتفعت شحنات الفحم الروسية المنقولة بحرا إلى الصين بنسبة 55% لتصل إلى 6.2 مليون طن في يونيو مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.
كما ارتفع الإنتاج المحلي في الصين، حيث أظهرت أحدث البيانات الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء في الصين أنه بين يناير ومايو ، ارتفع إنتاج الفحم الخام بنسبة 10.4٪ على أساس سنوي إلى 1.81 مليار طن.
بينما انخفضت الواردات إلى حوالي 96 مليون طن – بانخفاض 13.6٪ مقارنة بعام.
وبدوره فقد قال براناي شوكلا ، المدير المساعد لشركة S&P Global Market Intelligence لشبكة CNBC :
“على الرغم من انخفاض الطلب وارتفاع إنتاج الفحم المحلي، فإن الصين تشتري فحمًا روسيًا أعلى بكثير منذ مايو 2022”.
وقد برر براناي هذه الارتفاعات بالخصومات الكبيرة التي يتم تقديمها على أسعار الفحم العالمية وتحديدا الروسية.
حيث تعد روسيا منتج ومصدر عالمي رئيسي للفحم، والتي اضطرت لبيعه بخصومات بعدما حظرت دول واردات الفحم الروسي بسبب الحرب.
أما عن انخفاض الواردات بشكل إجمالي من قبل الصين، فقد قال براناي إن سياسة الاغلاق للسيطرة على الوباء هو السبب الرئيسي.
بينما أشار إلى أن عملية الانتاج الكبيرة لدى الصين، وانخفاض الأسعار بشكل عالمي، أدى إلى انخفاض الواردات عموما.
وعلى الرغم من تعهد مجموعة الدول السبع بالابتعاد عن الطاقة الروسية، إلا أن حظر الفحم الروسي تم تأجيله إلى آب.
علاقات الصين وروسيا قد تؤدي إلى رفع اسعار الفحم واستمرار معدلات التضخم مرتفعة:
تتوقع S&P Global Market Intelligence أن ترتفع الشحنات العالمية من الفحم من روسيا في الربع الثاني.
كما أشارت المؤسسة إلى أن الصين سترفع من واردات الفحم من اندونيسيا التي تعد مصدرا رئيسيا آخر للفحم.
أما عن ارتفاع الطلب الصيني على الفحم، فهذا سيعني أن هناك ارتفاعات قادمة على هذه السلعة عالميا.
حيث قال شوكلا:
“ستترقب السوق بحذر شديد طلب الصين في الربع الثالث حيث أن ارتفاع الطلب هنا قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفحم العالمية إلى مستويات لا يمكن تصورها”.
وتُظهر بيانات الجمارك الصينية أن إندونيسيا وروسيا ومنغوليا أصبحت الآن من أكبر الدول المصدرة للفحم إلى الصين.
بينما تم استبعاد أستراليا المورد الرئيسي في السابق بسبب فرض الصين قيودا على الفحم الأسترالي في عام 2020 إثر حربهما التجارية.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية