ما زال زوج الدولار مقابل الشيكل يرزح تحت تأثير معطيات الاقتصاد الإسرائيلي الذي يتماسك بشكل أو بآخر، وتحديدا على صعيد معززات سعر صرف الشيكل، كالاستثمارات الأجنبية المباشرة، أو المشاريع القائمة، أو الاحتياطيات النقدية المتزايدة من العملات الأجنبية بشكل مستمر لدى المركزي الإسرائيلي.
إلا أن الأسبوع الحالي قد يمثل بشكل أو بآخر أسبوعا حساسا لهذا الزوج من العملات، سواء على صعيد البيانات أو الأحداث التجارية.
وقبل الدخول إلى أسباب كون هذا الأسبوع حساسا، فإنه لا بد من التذكير بأن هذا الزوج من العملات يندرج تحت الأزواج النادرة، والتي من الصعب أن ينبطق عليها تحليل فني لأسباب تتعلق بالشق الثاني من الزوج وهو الشيكل.
حيث:
-
إن الشيكل الإسرائيلي لا يعد من العملات الرئيسية ذات السيولة العالية (أي العملات التي تمتلك طلبا وعرضا كبيرا داخل الأسواق المالية).
-
كما أن زوج الدولار شيكل لا يمثل جزءا كبيرا من أزواج العملات المستخدمة في التجارة العالمية، مقارنة بغيرها من الأزواج كالدولار يورو، أو الدولار ين.
الدولار مقابل الشيكل أمام أسبوع حساس:
إذا استثنينا مسألة تأثر زوج الدولار شيكل بالعوامل الاقتصادية الإسرائيلية، إلا أن الأسبوع الحالي، قد يبدأ بالتأثير على هذا الزوج من خلال المعطيات الخاصة بالدولار وما يحدث مع اقتصاد عملة الدولار.
وأقصد بمعطيات الدولار الاقتصادية ما يلي:
-
البيانات الاقتصادية المهمة قبل اجتماع الفيدرالي، وتحديدا فرص العمل.
-
اجتماع الفيدرالي الحساس الذي يُعقدُ خلال صراع كبير بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس الفيدرالي جيروم باول.
-
البيانات الاقتصادية الأميركية الخاصة بسوق العمل والتضخم بعد اجتماع الفيدرالي وتحديدا يوم الجمعة (البطالة، والأجور، وتقرير الوظائف، ومؤشر أسعار الاستهلاك الشخصي).
-
انتهاء فترة تعليق الرسوم الجمركية عالميا، وما تحمله هذه الفترة من احتمالية إما الانتهاء من هذا الملف الشائك، أو التوجه نحو تصعيد هذا الملف إذا لم يتم التوصل إلى اتفاقيات تجارية نهائية مع الاقتصاديات الرئيسية.
وهنا نحن أمام السيناريوهات التالية:
السيناريو الأول: بيانات اقتصادية جيدة، واتفاقيات تجارية نهائية مرضية للجميع، وتخفيض مفاجئ للفوائد!
هذا السيناريو قد يقدم قوة للدولار الأميركي، وهو ما يبدو مخالفا ومغايرا للظروف الطبيعية لمثل هذا السيناريو والتي يضعف الدولار الأميركي خلالها.
إلا أن تراجع البطالة والتضخم، وتخفيض مفاجئ للفوائد، قد يخفف من مخاوف الأسواق إزاء الاقتصاد الأميركي ونظرية انهياره أو دخوله في الركود بسبب صراع الفيدرالي مع ترامب ومخاوف البيانات الاقتصادية.
وهنا قد نرى ارتفاعا في سعر الدولار أمام الشيكل بشكل ملحوظ.
السيناريو الثاني: بيانات اقتصادية متراجعة، وعدم التوصل لاتفاقيات تجارية، وتصلب في موقف الفيدرالي:
هذا السيناريو سيدفع الأسواق لمشاعر المخاوف على مستقبل الاقتصاد الأميركي، ويدفع إلى تراجع الدولار لأسباب عديدة، أبرزها مبيعات الأصول الدولارية.
ووفقا لهذا السيناريو فإننا قد نلاحظ استمرارا في ضعف الدولار أمام الشيكل.
في النتيجة:
إذن فنحن أمام أسبوع قد يؤثر على سعر (الدولار شيكل)، وذلك نظرا لعوامل تتعلق بقوة أو ضعف الدولار، بغض النظر عن الشيكل، والذي ما زال ينتظر تأثرا بعوامل سياسية وأمور تتعلق بإيقاف الحرب.
علما أن السيناريو القائم حاليا ووفقا للظروف القائمة حتى الآن، لا يؤثر كثيرا على سعر الدولار شيكل القائم حاليا والذي يتأرجح بين (3.36-3.32).
ووفقا لما سبق، فإن مراقبة الأسبوع الحالي تحتم إدارة رأس المال بشكل احترافي وأكثر تركيزا بين أوساط المتعاملين بهذا الزوج النادر.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية