تعتبر محافظة الخليل من أبرز المناطق الفلسطينية على المستوى الاقتصادي من حيث التجارة والصناعة، وفيما يلي مقالة موجزة عن اقتصاد محافظة الخليل الأكبر فلسطينيا من حيث المساحة والسكان.
موقع محافظة الخليل:
تقع الخليل في الضفة الغربية إلى الجنوب من القدس بحوالي 35 كيلو متر، وتحتوي على منطقة البلدة القديمة التي صنفتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إضافة إلى المسجد الإبراهيمي على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.
حيث تبلغ مساحتها ألف كيلو متر مربع، وهو ما يشكل 16% من إجمالي مساحة الأراضي الواقعة تحت قيادة السلطة الفلسطينية والتي تُقدر ب 6025 كم مربع.(1)
كما يشير الجهاز إلى أن عدد سكان محافظة الخليل بلغ 762 ألف نسمة كما هو في منتصف عام 2020.(2)
وهو ما يشكل 14% من إجمالي عدد سكان فلسطين والذي قدره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بخمسة ملايين نسمة تقريبا.
مكانة محافظة الخليل تاريخيا:
تحتل الخليل مكانة تاريخية مميزة في فلسطين؛ وذلك على صعيد التاريخ والأماكن التي تعود إلى جد الأنبياء إبراهيم عليه السلام.
حيث يشير مصطفى الدباغ في موسوعته الفلسطينية (بلادنا فلسطين) بأن حدود ديار الخليل تختلف باختلاف الأعصر والأيام، فأقدم تحديد عُثر عليه كان في العهد الروماني في نحو 400م، أي منذ 1600سنة.(3)
كما أشار بأن ديار الخليل تكونت من:
حبرون: وهي البلدة المتواضعة التي تمتلك قلعة وحرمها (بيت ابراهيم)
تربنتس: وهي المنطقة الحصينة الواقعة في نحو منتصف الطريق بين حلحول والخليل وموقعها يعرف اليوم برامة الخليل.
بثنيم: وهي القرية الحصينة وتقوم على موقعها اليوم قرية بيت عينون، والراجح أنها هي المنطقة التي أقطعها الرسول الكريم لتميم الداري.
أما بقية ديار الخليل، فيشير مصطفى الدباغ إلى أن أغلبها كان يقع في العهد الروماني المذكور من أعمال بيت جبرين كما كانت سعير وحلحول وغيرها من القرى الواقعة شمال الخليل.
ويشير مصطفى الدباغ إلى حدود الخليل في أيامنا الحالية بأنها على النحو التالي:
من الشمال ديار القدس والرملة، ومن الشرق البحر الميت ومن الجنوب بلاد بئر السبع ومن الغرب ديار غزة وبئر السبع.
كما تكتسب محافظة الخليل مكانتها الدينية من كوّنها مقصد جد الأنبياء عليه السلام عام 1805 ق.م؛ حيث عاش ودفن فيها.
محافظة الخليل الأكبر فلسطينيا :
عرفت الخليل بمكانتها الاقتصادية المهمة؛ حيث وقعت على ملتقى طريق التجارة بين الشام ومصر.
كما اشتهرت الخليل بالصناعات التقليدية الحرفية التي ما زالت قائمة حتى وقتنا الحالي مثل الزجاج والخزف والفخار وغيرها.
وقد تم منح الخليل وضعا خاصا مع قدوم السلطة الفلسطينية بين الأعوام 1993-1994.
حيث تم وضع اتفاقية خاصة بالخليل سُميّت ببروتوكول الخليل عام 1997، والتي نصت على تقسيم المدينة لقسمين:(4)
قسم H1 ويقع تحت السيطرة الفلسطينية.
وقسم H2 ويقع تحت السيطرة الأمينة الإسرائيلية بما فيها المنطقة الصناعية والبلدة القديمة وسوقها التجاري.
وقد أدى وقوع قسم مهم من الخليل تحت السيطرة الإسرائيلية إلى زيادة معاناة اقتصاد الخليل بسبب الإغلاقات والاعتداءات المتكررة.
إلا أن الخليل حافظت على مكانة اقتصادية مميزة على الرغم من تلك الصعوبات؛ حيث ساهم سُكّان وتُجّار الخليل على تماسك اقتصادها بشكل ملموس، وذلك للعديد من الأسباب.
كما تمتلك الخليل أقدم غرفة تجارية في فلسطين، والتي شهدت تطورات هائلة ومنافسة على الصعيد الإقليمي.
وتمتلك الخليل ملتقى رجال الأعمال، والذي يضطلع بدور مهم جدا تجاه تطوير الاقتصاد على مختلف الأصعدة.
وتمثل الخليل الحصة الأكبر من حيث المنشآت العاملة في فلسطين، حيث امتلكت ما يقترب من 24 ألف منشأة عاملة في فلسطين في القطاع الخاص من أصل 158 ألف منشأة عام 2017.(5)
وفيما يلي نبذة مختصة عن مفاصل اقتصاد الخليل على صعيد الصناعة والزراعة والتجارة.
الصناعة في محافظة الخليل:
تحتل الصناعات التقليدية مكانة كبيرة لدى محافظة الخليل، ويشير موقع بلدية الخليل إلى الحرف التالية كأهم الحرف والصناعات في المدينة:
صناعة الخزف: والتي يعود تاريخها في المدينة إلى ما لا يقل عن 400 عام، وذلك حينما أدخل الأتراك هذه الصناعة إلى الخليل.
خشب الزيتون: وهي من من أقدم الصناعات التقليدية والتي يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر.
الزجاج اليدوي التقليدي: وهي من أشهر الصناعات التقليدية المعروفة على مستوى الخليل، حيث تمتلك أربعة مصانع تعمل في هذا المجال.
صناعة الفخار: تعتبر من أقدم الصناعات البدائية، ولكنها تعاني من التراجع بشكل كبير، وتقتصر حاليا على الحيز العائلي المنزلي، رغم وجود بعض مشاغل الفخار البسيطة.
التجارة في محافظة الخليل:
تعرف الخليل بمدى تفوقها التجاري، رغم ما تعانيه من إغلاقات واعتداءات اسرائيلية مقيتة.
حيث تمثل الخليل نسبة 54% من حجم التجارة الفلسطينية المحلية، وتمتلك أجيالا ممتدة من التجار الذين انتقلوا من الحيز المحلي إلى الحيز الإقليمي والدولي.
كما تساهم تجارة الخليل بمقدار الثلث من حجم الصادرات الفلسطينية، وبنسبة الخُمس من حجم الواردات الفلسطينية وفقا لبيانات جمعية حماية المستهلك الفلسطينية.
الزراعة في محافظة الخليل:
تمثل الزراعة أهمية كبيرة لاقتصاد الخليل؛ حيث تمتلك أكثر من 300 ألف دونم من الأراضي الزراعية.
وتشتهر الخليل بزراعة العنب والتين واللوز والمشمش وزراعة الحبوب، إلى جانب الأشجار المثمرة مثل الزيتون والفواكه الأخرى.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية