تعتبر محافظة نابلس قلب فلسطين ، وذات مكانة اقتصادية وتاريخية مميزتين، وفيما يلي تقرير موجز عن محافظة نابلس على الصعيد الاقتصادي، بعد عرض موجز لأهم المؤشرات والبيانات الخاصة بها.
محافظة نابلس قلب فلسطين !
تقع نابلس في شمال الضفة الغربية، وتبتعد عن القدس بمقدار 69 كم، وتحتل موقعا مهما في فلسطين لأنها تربط الشمال بالجنوب والشمال بالغرب.
وهو ما أشار إليه المؤرخ الفلسطيني مصطفى الدباغ في كتاب فلسطين، حينما وصف الديار النابلس على أنها القلب والمركز الحيوي لفلسطين.
ويشير كتاب نابلس السنوي الصادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بأن مساحة نابلس تبلغ 605 كم مربع.
وتضم المحافظة 64 تجمعا منها 3 مخيمات للاجئين، وتمتاز بمناخ معتدل، حار صيفا وبارد نسبيا في الليل، بارد ممطر شتاء.
ويقدر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عدد السكان في محافظة نابلس كما في منتصف عام 2020 بمقدار 407.7 ألف نسمة.
تاريخ نابلس:
تأسست هذه المدينة في أواسط الألفية الثالثة قبل الميلاد عند المدخل الشرقي لمدينة نابلس الحالية، على يد العرب الكنعانيين فوق تل كبير يدعى الآن تل بلاطة، وتم تسميتها “شكيم” والتي تعني المكان المرتفع.
وأول من سكن “شكيم” هم العرب الحوثيون والجزريون، وقد صارعت نابلس الكثير من الغزاة والمحتلين عبر تاريخها الطويل، بحيث غزاها كل من الفراعنة المصريين والقبائل العبرية والآشوريين والبابليين والفارسيين واليونانيين.، حتى سقطت بيد الرومان سنة 63 قبل الميلاد.
وقد تنقلت المدينة بين فتح إسلامي وسقوط في يد الصليبيين، لتحرير على يد صلاح الدين، للإزدهار في عصر المماليك والأتراك، حتى سقوطها بيد الإحتلال البريطاني فالصهيوني، وصولا للانسحاب عام 1995، لتصبح إحدى المدن الفلسطينية المحررة من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية.
مكانة محافظة نابلس بين علماء التاريخ:
تمتاز محافظة نابلس بموقع جغرافي مميز، وتاريخ حافل، وقد وصفها الكثير من المؤرخين والرحالة بالعديد من الأوصاف.
حيث تحدث عنها مصطفى الدباغ في موسوعته “بلادنا فلسطين“، ووصفها بأنها أرض الشخصيات البطولية الأسطورية، وأرض الفقهاء والعلماء والمثقفين.
فيما وصفها شبخ الربوة الدمشقي بأنها “قصر في بستان”، بينما تحدث كلٌ من محي الدين الحنبلي عن عذوبة مياهها الجارية، ووصف ابن بطوطة حلواها وبطيخها وينابيعها.
كما تعتبر مدينة نابلس من أكبر المدن الفلسطينية سُكانا ومساحة، وتعتبر مركزا لشمال الضفة الغربية، وذات مكانة اقتصادية على صعيد الصناعات والتجارة.
اقتصاد محافظة نابلس :
مارست مدينة نابلس العديد من الأنشطة الاقتصادية المهمة، أهمها: الزراعة، والصناعة، والتجارة.
أولا. الزراعة في محافظة نابلس:
بلغت مساحة الأراضي الزراعية في نابلس 128.2 كم مربع بنسبة خُمس مساحة المحافظة، وفقا لبيانات الجهاز المركزي.
إلا أن الزراعة لا تساهم كثيرا في دخل المحافظة، حيث يتركز الإنتاج على سفوح الجبال وفي الأغوار التي تعتمد على مياه الأمطار والري في الأغوار.
وقد أشار مصطفى الدباغ في موسوعته إلى اشتهار المحافظة بالكثير من المزروعات عبر التاريخ، أهمها:
-
البطيخ والزيتون والكرسنة والخضار والفواكه باستثناء البرتقال والعنب والتين والموز، والحبوب (أهمها القمح والعدس والفول والحمص والذرة والتين).
-
وتعتبر المحافظة مركزا لزراعة الزيتون في فلسطين، المستخدم في صناعة الصابون النابلسي الشهير.
-
كما تحيط بنابلس بساتين الرمان واللوز والخوخ والمشمش والدراق، وتشتهر أيضا بزراعة الزعتر النابلسي.
ثانيا. الصناعة في نابلس:
تعد مدينة نابلس أهم مدن فلسطين على الصعيد الصناعي؛ سواء من حيث عدد المصانع أو تنوع الإنتاج، ومن أهم الصناعات:
-
مصانع الزيوت النباتية.
-
صناعة الصابون.
-
معامل الزيتون، حيث تمتلك نابلس 39 معصرة زيتون، لتكون في المركز الثاني بعد جنين وطوباس والأغوار الشمالية.
-
مصانع الغزل والنسيج.
-
صناعة الأغذية والمشروبات والكيماويات والمنظفات والأثاث.
-
صناعة الحلويات، التي تشتهر بها على مستوى الشرق الأوسط.