شهد أداء الدولار الأمريكي تراجعا أمام الين الياباني بعد أنباء عن أن الحكومة اليابانية قد تراجع قريبا بيانا مشتركا مع بنك اليابان بشأن هدف التضخم الأخير، مما يمهد الطريق لتعديل في قرار بنك اليابان المركزي للبدء في سياسة نقدية فضفاضة.
وقد وكان الين أقوى بنسبة 0.4% عند 136.19 للدولار بعد أن قفز بأكثر من 0.5% إلى أعلى مستوى عند 135.78 في وقت سابق.
وقالت مصادر لرويترز:
“إن الحكومة اليابانية ستنظر العام المقبل في مراجعة بيان مشترك وقعته مع بنك اليابان في 2013 يلزم البنك المركزي بتحقيق هدف التضخم بنسبة 2% في أقرب وقت ممكن”.
وفي حال تم إجراء المراجعة، فإنه ذلك سيتم بعد تعيين حاكم جديد لبنك اليابان في ابريل الماضي، وهو ما يمهد تعديل السياسة المتساهلة للغاية للحاكم الحالي.
وقد تسبب موقف السياسة هذا وما نتج عنه من فروق في أسعار الفائدة مع بقية العالم في انخفاض الين بأكثر من 15% هذا العام.
بينما قال فيشنو فاراثان ، رئيس قسم الاقتصاد والاستراتيجية في بنك ميزوهو:
“أعتقد أن النتيجة هي أن هذا ربما يوفر مرونة في الوقت المناسب ، لكنه لا يربط تحيز السياسة النقدية بطريقة أو بأخرى”.
كما أكد فاراثان على أن هذه الاخبار ليست بالضرورة أن يكون لها تأثير وشيك على الين مقابل الدولار.
بينما وفي مكان آخر انخفض الدولار مع ارتفاع الجنيه الاسترليني بنسبة 0.28% إلى 1.21 دولار.
كما ارتفع اليورو بنسبة 0.19% إلى 1.0604 دولار.
وارتفع الدولار الاسترالي 0.24% إلى 0.6702 دولار.
في حين انخفض الدولار النيوزيلندي 0.11% إلى 0.6374 دولار.
وبدورها فقد قالت ستاندرد آند بورز يوم الجمعة:
“إن النشاط التجاري الأمريكي انكمش أكثر في ديسمبر مع انخفاض الطلبيات الجديدة إلى أدنى مستوى في ما يزيد قليلاً عن عامين ونصف”.
أداء الدولار الأمريكي وأخبار الصين المضطربة:
أما في الصين، فقد تعهد الرئيس شي جين بينغ وكبار مسؤوليه بتعزيز الاقتصاد المنهك العام المقبل.
حيث تكافح مع انتشار عدوى كوفيد بشكل أسوأ بعد إنهاء العديد من العناصر الرئيسية لسياسة القضاء على الجائحة بشكل مفاجئ.
وقالت كارول كونغ ، محللة العملات في كومنولث بنك أوف أستراليا:
“على المدى القريب ، ستستمر البيانات الاقتصادية (الصينية) في الضعف وستظهر الاضطرابات المرتبطة بـالجائحة”.
وبذلك فإن كونغ تشير إلى أن الأسواق ستعيد التفكير في توقعاتها المتفائلة بالنسبة للصين وقدرتها على تحسين الاقتصاد العالمي.
حيث إنه ومع توقف الاختبارات الجماعية بعد أن تم اسقاط سياسة صفر إصابة في وقت سابق من هذا الشهر، فإنه لم يعد هناك بيانات رسمية موثقة لأعداد المصابين الجديدة.
فيما قال أحد كبار المتداولين في أحد البنوك الصينية في شنغهاي:
“نحن نفعل كل ما في وسعنا ، لأن هذه الموجة من الإصابات والوضع يجب أن يكون الأسوأ منذ النصف الأول من عام 2020.”
في النتيجة؛
فإن الدولار الأمريكي يقاوم للارتفاع مقابل سلة من العملات التي بدأت بنوكها في رفع الفوائد.
إلّا أن الأخبار الصينية التي يمكن أن تدعم اسواق المال (اسواق الأسهم) على حساب الدولار، فإنها أصبحت مثال جدال وشك.
وبالتالي فإن الدولار الأمريكي سيبقى متماسكا بشكل أساسي لعدة أسباب أهمها:
-
مخاوف الركود الاقتصادي العالمي.
-
المستجدات لدى الجانب الصيني التي قد تدفع الجانب الصيني لاتخاذ إجراءات جديدة لمواجهة الظروف الصحية.
المصادر التي تم الاستناد إليها في إعداد المقالة:
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية