هل تراجع أذكى مستثمر في العالم عن تفاؤله بالاقتصاد الأمريكي؟

هل تراجع بافيت “أذكى مستثمر في العالم ”  عن تفاؤله أم أنه أصبح متشائماً؟

نشر اليوم الصحافي “اندرو سوكرين” في الفاينانشال تايمز مقالا يعبر فيه عن شعوره تجاه اذكى مستثمر في العالم “وارن بافيت” صاحب شركة “بيركشاير هاثاواي” والتي خسرت 50 مليار دولار على خلفية تراجع استثماراتها في قطاع الطيران؛ وقد جاءت المقالة على خلفية اجتماع وارن بافيت يوم السبت الماضي مع حملة أسهم الشركة. وقد قال “أندرو” بأننا اعتدنا على تأكيدات “وارن بافيت” الدائمة على قوة الاقتصاد الأمريكي وثقته بالاستثمارات الخاصة بسوق المال، إلا أن الصحافة لاحظت موقفاً مغايراً وقلقاً، بل وكثيرا ما أجاب “بافيت” عن أسئلة الحضور بإجابة واحدة وهي “لا أعرف”، بل وقد أكد “بافيت” على أن الاقتصاد الأمريكي بخير ولكنه يحتاج لوقت طويل للتحسن، وهذا يتنافى مع سلوكه الدائم في التأكيد على قوة وهيمنة الاقتصاد الأمريكي دون أن يؤثر عليه أي شيء، بل وذهب “بافيت” للتشاؤم حينما قال بأن الفايروس قد يعود مرة أخرى.

وقد ركز السيد “بافيت” حديثه عن وضع الاقتصاد الأمريكي بين الفترة الممتدة من 1929 (فترة الكساد العظيم) وحتى العام 1951؛ حيث قال بأن الأسواق المالية احتاجت آنذاك إلى أكثر من 22 عام للعودة من جديد بعد الانتكاسة، وفي هذا إشارة منه على أن الأسواق المالية بحاجة إلى سنوات لتعود إلى وضعها الطبيعي على الرغم من التحفيزات الكمية التي قدمتها الحكومات هنا وهناك وعلى رأسها الحكومة الأمريكية.

ويضيف “أندرو” إلى أن عادة “بافيت” في الاستمتاع بانخفاض الأسهم قد تغيرت في ظل هذه الجائحة، حيث لم يقم بشراء الكثير من الأسهم بل تخلص من حصته الكاملة في الطيران الأمريكي، وهذا على عكس ما صرح به في العام 2008 حينما قام بشراء الأسهم الأمريكية في الوقت الذي أفلس فيه بنك ليمان برذرز.

في النهاية فإن “وارن بافيت” يتجه نحو الواقعية وهو عين الذكاء في هذا الوقت، فالأزمة اليوم ليست أزمة مالية أو اقتصادية بل هي نتيجة لسبب صحي لا نستطيع معرفة أو تحديد موعد انتهاءه.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية