الاقتصاد الأمريكي يعطي إشارة خطيرة وزيادة توقعات رفع أسعار الفائدة على الدولار

تراجعت سندات الخزانة الأمريكية من جديد لإرسال منحنى العائد عليها إلى أول انعكاس له منذ 16 عاما، وهو ما يدفع المستثمرين نحو زيادة توقعات رفع أسعار الفائدة على الدولار الأمريكي بشكل أوسع وتشديد السياسة النقدية بسرعة كافية لمحافحة التضخم.

حيث يمكن تفسير هذا التراجع في عائد السندات على أنه تحذير صريح بحدوث ركود لدى الاقتصاد الأمريكي.

وقد  تحدث المحللون على أن هذا الانعكاس سيزيد من مراهانات المستثمرين بأن يقوم الفيدرالي بتشديد السياسة النقدية بسرعة أكبر.

وقدارتفعت عوائد السندات الأمريكية لأجل خمس سنوات تسع نقاط أساس إلى 2.63٪ ، مرتفعة فوق عوائد السندات لأجل 30 عامًا.

كما تم بيع السندات ذات آجال الاستحقاق الأقصر بشكل أسرع من أقرانهم الأطول أجلاً هذا العام.

وهذا ما يعني أن المستثمرين الحاليين يقومون بإعادة وزن موقف الفيدرالي الأمريكي على المدى القريب.

ويمكن ملاحظة تراجع عوائد السندات على الخزاننة الأمريكية 5-30 سنة بشكل ملحوظ تماما.

حيث يوضح الرسم التالي انخفاضا حادا يشبه مع ما حدث عام 2006، أي قبل عامين من حدوث الأزمة المالية العالمية.

وقد قال براشانت نيونا ، محلل اسعار الفائدة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في TD Securities في سنغافورة كما جاء على صفحات بلومبيرغ:

“إذا نظرنا إلى أسعار السوق الحالية، فإن مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي لم يتراجعوا بشكل كاف لمواجهة التضخم”.

يُذكر أن بنك الاحتياطي قد رفع أسعار الفائدة الفيدرالية على الدولار هذا الشهر للمرة الأولى مذ عام 2018.

كما تعهد بمواصلة الارتفاع في محاولة لإبطاء التضخم الذي كان يسير بأسرع وتيرة منذ أربعة عقود.

ويراهن المتداولون على أن البنك المركزي سيعزز مؤشره القياسي بمقدار 2% بحلول نهاية العام.

بينما قال رئيس مجلس الإدارة جيروم باول الأسبوع الماضي إن البنك المركزي مستعد لرفع أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة كاملة في مايو إذا كانت هذه الخطوة ضرورية للسيطرة على ضغوط الأسعار.

بينما عارض باول المخاوف من أن منحنى العائد المقلوب قد يشير إلى أن الاقتصاد يتجه نحو ركود.

حيث قال:

“إنه من المنطقي التركيز على المدى القريب، وعدم الذهاب بعيدا ومقارنة الأمور بما حدث في الماضي”.

في النتيجة؛

فإن الدولار الأمريكي قد يشهد ثباتا نسبيا أمام العملات الأخرى وذلك حتى موعد الاجتماع القادم في شهر 5 من العام الجاري.

مع احتمالية تحسنه بشكل أكبر في حال اتخاذ القرار برفع أسعار الفائدة الفيدرالية بنصف نقطة لمرتين متتاليتين.

 

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية