قامت شركة Philips بتطوير وإصدار أشرطة الكاسيت عام 1962 في بلجيكا كوسيلة مريحة وعصرية لتخزين الموسيقى بدلا من البكرة الكبيرة.
وقد أتاح شريط الكاسيت للجميع الاستماع للموسيقى والتسجيلات بسهولة، ثم سمح لهم بإجراء التسجيلات دونما أي مهارة تقنية معينة.
أما عن الأمر العبقري الذي قامت به شركة Philips فقد تمثل بقرار ترخيص الاختراع مجانا.
وهذا الأمر سمح لمختلف الشركات العمل على إنتاج أشرطة الكاسيت، مما زاد من انتشارها بشكل هائل.

وفي أواخر عام 1965، كانت أشرطة الكاسيت تحتوي على محتوى مُسجل مسبقًا يُدعى Musicassettes.
وهو ما زاد من انتشارها بين شركات الموسيقى لتوزيع تسجيلاتها والحصول على أرباح ثورية.
وفي عام 1966أصبحت أشرطة الكاسيت سائدة في الولايات المتحدة، وقد تبيع 2.4 مليون كاسيت وبحلول عام 1968.
وقد تحسنت مع مرور الوقت تقنية صناعة أشرطة الكاسيت بشكل مكّن من تسجيل الموسيقى بشكل أفضل.
إلى جانب تحسن تقنية أجهزة التسجيل نفسها والتي ساعدت على التسجيل بشكل أفضل وأقل ضوضاءً.
أما العامل الآخر الذي دفع إلى زيادة انتشار أشرطة الكاسيت فقد تمثل بالاختراع الثوري آنذاك، وهو جهاز Walkman والذي قامت بإنتاجه Sony عام 1979.
وهو الجهاز الذي جعل الموسيقى قابلة للانتقال مع الأشخاص خارج مكاتبهم أو منازلهم.

وقد استمرت شعبية أشرطة الكاسيت عقوداً من الزمن، بلغت ذروتها في نهاية الثمانينات.
إلا أنه ومع بدء التسعينيات بدأ الطلب على أشرطة الكاسيت بالانخفاض في كل من أوروبا وأمريكا الشمالية، وذلك بسبب تقنية ثورية جديدة تمثلت بالأقراص المضغوطة (CDs).
وبحلول عام 2001 ، كانت الحصة السوقية لأشرطة الكاسيت أقل من 5 ٪، فيما توقفت شركات الموسيقى الأمريكية عن انتاجها في العام 2002.
إلا أن المثير للاهتمام هو أن أشرطة الكاسيت لا تزال موجودة وتصنع حتى يومنا الحالي، أما عن أسباب ذلك فيشير البعض إلى ما يلي:
أولا. السعر المنخفض جدا والطلبات التقليدية من قبل شريحة بسيطة من الشعب.
ثانيا. الحنين للماضي، وهو ما يمثل إشباعا للدافع البشري نحو الماضي.
ثالثا. ما زالت المخاوف البيئية كبيرة من مسألة إتلاف أشرطة الكاسيت القديمة والانبعاثات الناتجة من حرقها أو دفنها.
رابعا. أما على الصعيد الأمريكي فإن محبو موسيقى الجاز يمثلون سببا رئيسيا لوجود هذه الكاسيتات، والتي يفضلها الأمريكيون كوسيلة للاستماع إلى موسيقى الجاز.
