أحد أكبر صناديق التحوط العالمية : التضخم مستمر والدولار الرخيص انتهى

التغلراف: حذر أحد أكبر صناديق التحوط العالمية من أن الاقتصاد العالمي يسير على طريق التضخم المفرط ويخاطر بانهيار مجتمعي إذا لم تتم السيطرة على الأسعار المرتفعة.

وقد حذر اليوت مانجمنت، وهو صندوق التحوط الذي أسسه الملياردير بول سينجر، وقال:

“أحذر الجميع من أن واضعي اسعار الفوائد قد وصلوا إلى نهاية الأموال الرخيصة للغاية”.

ليشير بذلك إلى أن الأموال التي كان يتم الحصول عليها بفوائد صفرية قد انتهى عصرها بشكل كامل وسريع.

كما قالت الرسالة الموجهة للعملاء:

“إن الاقتصاد العالمي يواجه توقعات “صعبة للغاية” وقد يؤدي التضخم المفرط إلى “انهيار مجتمعي عالمي وصراع مدني أو دولي”.

حيث قالت الرسالة:

“إن البنوك المركزية كانت “غير شريفة” في توجيه اللوم عن ارتفاع الأسعار إلى استخدامها المطول لسياسة نقدية شديدة التساهل”.

ويعتبر ايليون واحد من أكبر صناديق التحوط العالمية وأكثرها نفوذا في العالم ويخشى وجودها في مجالس إدارة الشركات بسبب نهجها في نشاط المستثمرين.

وقد قال الصندوق في تقريره:

“تضطر البنوك المركزية إلى زيادات سريعة في أسعار الفائدة لمعالجة التضخم الذي تجاوز الرقمين المئويين في بعض المناطق مثل بريطانيا”.

وهو ما دفع البنك المركزي البريطاني “بنك انجلترا” إلى رفع الفائدة إلى 3% وهو أعلى مستوى منذ عام 1989.

بينما قام الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة للمرة الرابعة بمقدار 75 نقطة أساس لتصل الفائدة إلى 4% وهو أعلى مستوى منذ عام 2007.

بل ولتكون وتيرة رفع الفوائد هي الأسرع منذ أربعين عاما، وذلك بعدما قام الفيدرالي برفع الفائدة للمرة الثامنة على التوالي خلال عام واحد.

وقد عانت اسواق الأسهم من ارتفاع اسعار الفوائد من جانب، والآفاق الاقتصادية العالمية المظلمة التي ستتسبب فيها عملية رفع الفوائد.

وقد قال الصندوق لمستثمري الأسهم:

“على المستثمرين يجب أن يستعدوا لـكل الإشارات السلبية ولأي فقاعة في كل شيء، بسبب كل الاحتمالات الخطيرة التي تقودها عمليات رفع الفوائد اللازمة”.

وقصد قصد الصندوق بكلمة فقاعة كل شيء” الإرتفاعات الكبيرة التي شهدتها الأسهم والسندات وأسعار المنازل منذ الأزمة المالية العالمية التي دفعت الفوائد إلى مستويات منخفضة لسنوات”.

وحذر الصندوق أيضا المستثمرين، وقال:

“على المستثمرين ألا يصدقوا أنهم رأوا كل شيء من الأزمات المالية السابقة”.

كما قال أيضا:

“إن النهاية المفاجئة للمال الرخيص”.

يذكر أن الأسواق المالية الأمريكي تعرضت للانخفاض حتى يوم الاربعاء الماضي وتحديدا بعدما اشار الفيدرالي إلى استمرار تشديد السياسة النقدية.

حيث انخفض مؤشر S&P 500 – مؤشر الأسهم الأمريكية – بنسبة 22 في المائة هذا العام وانخفض 2.5 في المائة أخرى يوم الأربعاء.

أما مؤشر FTSE 100 وهو أحد أفضل مؤشرات الأسهم أداءً في العالم ولكنه لا يزال أقل بنسبة 5.6%.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية