أهمية البحر الأسود للاقتصاد العالمي في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية: منطقة ساخنة

تزداد أهمية البحر الأسود شيئا فشيئا باعتباره الشريان الرئيسي لحركة السلع عند مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا، خاصة مع ارتفاع توترات وتعقيدات الملف الروسي الأوكراني.

حيث تمرُّ المنتجات النفطية الخام والمكررة من روسيا وأذربيجان وكازاخستان عبر محطات التصدير على الحافة الشرقية للبحر.

بينما تقع غرب هذا البحر دول تعتمد على سفن نقل النفط الخام التي تمرُّ به لتلبية احتياجاتها من الطاقة والصلب والمنتجات الزراعية.

كما تُعرف المنطقة المحيطة بهذا البحر بأنها إحدى سلال الخبز المهمة في العالم، لما توفره من عشرات الملايين من الأطنان من الحبوب والزيوت النباتية.

انظر خارطة البحر الأسود والدول المشرفة عليه

وسنتحدث هنا عن أهمية البحر الأسود على النحو التالي:

أولا. الصادرات الخام:

يتم تصدير النفط الخام من ثلاث محطات نفطية رئيسية على طول الساحل الشرقي للبحر الأسود في روسيا وجورجيا.

ومعظم النفط الخام معرض للخطر الآن، من انقطاع شحنات النفط الخام من مختلف المناطق التي تعبر هذا البحر.

حيث يعتبر المصدرون في كازاخستان أبرز الخاسرين من أي تعطيل لحركة ناقلات النفط في البحر الأسود.

كما تقع ضمن هذا البحر محطة CPC التي تقع إلى الشمال من ميناء نوفوروسيسك الروسي، التي تتعامل مع حوالي 1.3 مليون برميل يوميا من النفط الخام الذي يتم تسليمه عبر خط أنابيب من كازاخستان.

بينما تعتبر سوبسا ، الواقعة جنوبا في جورجيا ، هي نقطة النهاية لخط أنابيب ينقل الخام من أذربيجان.

ثانيا. الواردات الخام:

تستورد كل من رومانيا وبلغاريا النفط الخام عبر موانئ على سواحلهما على البحر الأسود.

حيث ينتقل حوالي 200 ألف برميل يوميًا من الشرق إلى الغرب عبر البحر الأسود.

بينما يتم استيراد كميات إضافية عبر مضيق البوسفور من البحر الأبيض المتوسط.

وتدير روسيا أيضا عددا من محطات إنتاج النفط الأصغر في الشمال، بما في ذلك تامان وكافكاز، وكلاهما يقع بالقرب من مضيق كيرتش الذي يربط البحر الأسود ببحر آزوف.

وتتعامل تامان مع زيت الوقود وزيت الغاز المفرغ وشحنات غاز البترول المسال وكذلك الزيوت النباتية والحبوب والأسمدة والكبريت.

بينما تقوم العديد من المحطات الصغيرة على بحر آزوف أيضا بشحن المنتجات المكررة.

وفي جورجيا، تمتلك شركة Socar الأذربيجانية محطة في Kulevi تشحن منها مجموعة من المنتجات المكررة بما في ذلك:

  • وقود الديزل زيوت الوقود الثقيل

علما أن مصافي التكرير الساحلية في بلغاريا ورومانيا هي أيضا شركات شحن متقطعة للمنتجات المكررة.

ثالثا. المنتجات الزراعية:

تمثل أوكرانيا وروسيا معا أكثر من ربع صادرات القمح العالمية، وما يقرب من خمس تجارة الذرة والجزء الأكبر من زيت عباد الشمس.

بينما تمتلك رومانيا وبلغاريا المجاورتان للبحر أيضا، شركات شحن بارزة بشكل متزايد للمحاصيل الزراعية.

حيث ساعدت التربة الخصبة والغنية لأوكرانيا على أن تصبح هذه الدولة ثاني أكبر شركة لنقل الحبوب.

ويتم إرسال هذه المنتجات عن طريق الشاحنات والسكك الحديدية والبارجات إلى الموانئ لشحنها إلى آسيا وإفريقيا والاتحاد الأوروبي من خلال البحر الأسود.

ووفقًا لاتحاد التصدير، فإن الشحنات تتدهور الآن، مع إغلاق الموانئ الأوكرانية وتوقف صفقات الحبوب الروسية مؤقتًا.

حيث تم تعليق الشحن من بحر آزوف يوم الخميس، مما أدى إلى حبس أكثر من 150 سفينة.

علما أن البلدين يمتلكان ما يقرب من 29.5 مليون طن من الذرة للشحن هذا الموسم.

أما عن البدائل، فقد بدأ المشترون مثل إندونيسيا وتونس بالفعل بالتفكير في أصول بديلة مثل أوروغواي والهند، بالإضافة إلى دول أوروبية أخرى.

رابعا. الحديد والفولاذ:

يشكل الصلب الأوكراني حوالي عُشر واردات أوروبا، لذا فإن أي تعطيل للمطاحن أو الشحنات من شأنه أن يضيق السوق المتوتر بالفعل.

ونحن نتحدث عن شركات قائمة في أوكرانيا تمتلك قدرات انتاجية مميزة تستعمل في الصناعت الثقيلة العالمية.

في النتيجة؛

فإن هذه المعطيات السابقة، تؤكد على أن العديد من الدول المحيطة بالبحر ستتأثر بشكل أو بآخر باعتبارها مصدر او مورد أو معبر للمنتجات السابقة الذكر.

حيث نتحدث عن الدول المحيطة بهذا البحر، وأهمها: بلغاريا، وجورجيا، ورومانيا، وبلغاريا، وتركيا بشكل عام.


تم الاعتماد في كتابة هذا المقالة على المواقع التالية:

موقع economictimes.

ويكبيديا: black sea

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية