أحدث إنشاء شركة أوبر ثورة في عالم النقل العالمي، حيث تم تدمير أعمال سيارات الأجرة المرخصة التقليدية؛ حيث أنها تمتلك حوالي خمسة ملايين سائق على منصتها على مستوى العالم، وها هي اليوم أوبر تقف أمام كارثة كورونا .
نشوء الشركة:
أحدثت أوبر نقلة نوعية في عالم النقل العام؛ وعن هذه النقلة تقول أحد النكات:
قبل أوبر ، كنا خائفين من الغرباء على الإنترنت. الآن نحن نستدعيهم لاصطحابنا..
لقد ظهرت شركة أوبر في عام 2015 كشركة ناشئة بقيمة تزيد عن 50 مليار دولار أمريكي عن طريق Travis Kalanick إلا أنه وسرعان ما أظهر سلوكا عدوانيا وسمعة مليئة بالفضائح، الأمر الذي أدى إلى إقالته في شباط عام 2017، هو وعشرين موظفاً.
وقد قامت الشركة بتعيين رئيس تنفيذ قلب أحوال الشركة ودفعها إلى أن تصبح شركة عالمية واعدة.حيث تم تعيين Dara Khosrowshahi المولود عام 1969 والذي قاد الشركة في غضون ثلاثة أعوام بأسلوب عصري ومميز.
إلا أن خسروشاهي يواجه معضلة كبيرة؛ حيث أن أوبر تقف أمام كارثة كورونا وهي كارثة الإغلاق العام حول العالم.
حيث اضطرت الشركة لإيقاف خدماتها منذ بداية الجائحة في ثماني دول بينها ثلاث دولٍ عربية.
وقد عملت الشركة على مكافحة كورونا منذ البداية فقامت بإلزام السائقين والركاب بارتداء أقنعة وجه، في عدة بلدان أبرزها الولايات المتحدة.
ثم بحثت الشركة فكرة إعادة تشغيل منصتها لخدمات النقل وسط تفشي فيروس كورونا المستجد.
بل إن الشركة خسرت الكثير من إيراداتها وذلك بعدما اعترف رئيسها التنفيذي بتراجع أعمالها في معظم المدن الكبرى بنسبة 70%.
وهذه المعضلة دفعت الشركة إلى إطلاق خدمات عصرية وجديدة، وقامت بتنويع خدماتها بعيدا عن نشاطها الرئيسي في النقل.
حيث أعلنت الشركة عن خطط للبدء بنشاط تسليم المشتريات عبر شركة “كورنرشوب” التي اشترتها خلال الجائحة.
وقد انطلقت هذه الخدمة في كندا وأمريكا اللاتينية، لتنطلق لاحقا في أمريكا.
وبحسب وكالة بلومبيرغ فإن شركة أوبر تسعى إلى الاستحواذ على خدمة “فري ناو” المؤسسة من قبل Daimler AG وBMW AG.
وهذه الصفقة تعبر عن نية أوبر في زيادة حصتها السوقية في أوروبا وأميركا اللاتينية، بعد مشاكلها المالية والتشغيلية الكبيرة على خلفية الجائحة.
إلا أن محاولات الشركة في الخروج من معاناتها المالية ازدادت بعد قيام موظفيها في هولندا بمقاضاتها على خلفية إنهاء مهامهم.
فهل يمكن لهذه الشركة الناشئة العملاقة الاستمرار في ظل نية الكثير من الدول الأوروبية فرض الإغلاق العام؟
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية