بدأ أكبر خط أنابيب منفرد بنقل الغاز الروسي إلى ألمانيا أعمال الصيانة السنوية يوم الاثنين، ومن المتوقع أن تتوقف التدفقات لمدة عشرة أيام، لكن الحكومات والأسواق والشركات تخشى أن يتم تمديد الإغلاق بسبب الحرب في اوكرانيا، وهو ما ينذر بأن أوروبا على حافة الهاوية اقتصاديا بمليارات الدولارات الأمريكية كما أفادت بعض المصادر التي تم نشرها عبر وكالة رويترز.
حيث ينقل خط أنابيب نورد ستريم 1 ما حجمه 55 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز من روسيا إلى ألمانيا تحت بحر البلطيق.
إلا أنه دخل في أعمال صيانة تستمر من اليوم وحتى 21 من الشهر الجاري.
ويأتي هذا الاغلاق بعدما قامت روسيا بخفض التدفقات إلى 40% من السعة الإجمالية لخط الأنابيب.
وتخشى أوروبا أن تمدد روسيا الصيانة المجدولة لتقييد إمدادات الغاز الأوروبية بشكل أكبر.
مما يلقي بخطط لملء المخزن لفصل الشتاء في حالة من الفوضى، وهو الفصل الذي حذر منه مسؤولون بأنه سيكون اختبارا شاملا.
بينما ستزيد هذه الانقطاعات من ألم المستهلكين بالتزامن مع قيام الحكومات باتخاذ تدابير طارئة بسبب تفاقم أزمة الغاز الحالية.
حيث قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك:
“إنه يتعين على البلاد مواجهة احتمال أن تعلق روسيا تدفقات الغاز عبر نورد ستريم 1 إلى ما بعد فترة الصيانة المقررة”.
بينما نفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف المزاعم القائلة بأن روسيا تستخدم النفط والغاز لممارسة ضغوط سياسية.
حيث قال:
“إن إغلاق الصيانة كان حدثًا منتظمًا ومجدولًا ، وأن لا أحد يخترع أي إصلاحات”.
وعلى الرغم من وجود خطوط أنابيب كبيرة أخرى من روسيا إلى إلى أوروبا إلا أن التدفقات آخذة في الانخفاض تدريجيا.
خاصة بعد أن أوقفت أوكرانيا أحد خطوط نقل الغاز في مايو، وألقت باللوم على تدخل القوات الروسية المحتلة.
بينما قطعت روسيا إمدادات الغاز تمامًا عن العديد من الدول الأوروبية التي لم تمتثل لمطالبها بالدفع بالروبل.
أما كندا فقد أعطت نهاية الاسبوع الماضي تصريحا محدودا زمانيا وقابل للالغاء للسماح بإعادة المعدات لخط انابيب نورد ستريم 1.
وهي المعدات التي تستخدمها شركة Siemens Energy الألمانية، وذلك لاستمرار نقل الامدادت الروسية.
وهو ما دفع وزارتا الطاقة والخارجية الاوكرانية لاستنكار هذا الاجراء، وحث كندا على التراجع.
أما عن التوقعات المتعلقة بالصيانة، فإنه ليس من غير المألوم اكتشاف اخطاء إضافية أثناء الصيانة الروتينية، وهو ما قد يزيد من فترة الاغلاق.
حيث لم يستبعد محللون في بنك جولدمان ساكس أن يستمر انخفاض معدل التدفق لفترة طويلة.
وقد تحدث المحللون بأن أوروبا على حافة الهاوية من خلال ضربة اقتصادية ستكبدهم مليارات الدولارات.
حيث أظهرت بيانات صادرة عن اتحاد الصناعة في ولاية بافاريا الألمانية إن الضربة التي قد يتعرض لها اقتصاد ألمانيا قد تصل إلى 195 مليار دولار في النصف الثاني من هذا العام.
بينما قال بيرترام بروساردت العضو المنتدب لشركة VWB :
“ستتأثر حوالي 5.6 مليون وظيفة في حالة الإنهاء المفاجئ لواردات الغاز الروسي”.
أما هولندا فتواصل تأثرها بالعوقاب، حيث ارتفعت اسعار الغاز بالجملة في هولندا، وهي التي تقدم السعر المعياري في اوروبا، بنسبة 400% منذ يوليو الماضي.
حيث قال وزير الطاقة الهولندي روب جيتين:
“إذا تم قطع نورد ستريم ، أو إذا فقدت ألمانيا جميع وارداتها الروسية ، فسيكون التأثير محسوسًا على شمال غرب أوروبا بالكامل”.
أما روسيا، فإنها تدرك تماما أنها ستتاثر نسبيا باغلاقات هذا الخط الرئيسي بسبب فقد ايراداته.
حيث قالت وزارة المالية الروسية الشهر الماضي، بأنها تتوقع 6.4 مليار دولار من هذا الخط المهم.
إلا أنها ما زالت قادرة على تحمل هذه الضربات نتيجة الاداء والوضع المالي الجيد الذي تشير إليه كبار البنوك والمؤسسات العالمية.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية