سبب جديد قد يدفع إلى ارتفاع اسعار الوقود إلى مستويات جديدة وتحديدا في آسيا

في خطوة جديدة قد تؤدي إلى ارتفاع اسعار الوقود بشكل أكبر، قامت السعودية، وهي أكبر مصدر للنفط في العالم، برفع اسعار النفط الخام في يوليو/تموز القادم للمشترين الآسيويين (وهي أكبر اسواقها) إلى مستويات أعلى من المتوقع، وذلك وسط مخاوف من شح المعروض، وتوقعات بقوة الطلب في الصيف.

وقد بررت السعودية هذا الرفع بسبب ما تقوم به الاقتصادات الرئيسية في المنطقة من تخفيف قيود فيروس كورونا، مما ساعد على تعزيز الطلب وفقا لبلومبيرغ.

وهو التحرك الذي قد يقوم به مصدرو نفط آخرون لنفس الأسباب السعودية، وهو ما قد يمهد الطريق أيضا نحو ارتفاعات سعرية نفطية، وارتفاع اسعار الوقود بشكل أكبر.

حيث ارتفع سعر البيع الرسمي للتحميل في يوليو من العرب الخفيف إلى آسيا بمقدار 2.1 دولار للبرميل ليصل إلى 114 دولارا أمريكيا.

إلا أنه ما زال أقل مما كان عليه نهاية شهر مايو الماضي حينما اقترب من حاجز 120 دولارا.

وقد كان هذا أعلى بكثير من معظم توقعات السوق لزيادة حوالي 1.5 دولار.

خام العرب الخفيف وهو أحد أنواع النفط التي تنتجها السعودية:

هي درجة التصدير الرئيسية للمملكة العربية السعودية ومعيار خام عالمي، ويتم تسويقه في جميع مراكز التكرير الرئيسية بما في ذلك أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية.

وكان مشارك واحد فقط من بين ستة في استطلاع أجرته رويترز توقع قفزة قدرها دولارين. 

وقال تاجر نفط آسيوي:

“قفزة الأسعار غير متوقعة خاصة العربي الخفيف. لقد حيرنا القرار”.

وقد جاءت الزيادة من قبل شركة النفط الوطنية السعودية على الرغم من اتفاق دول أوبك + الاسبوع الماضي.

حيث تم الاتفاق على زيادة الإنتاج بمقدار 648 ألف برميل يوميًا في يوليو وكمية مماثلة في أغسطس في محاولة لتعويض خسائر الإمدادات الروسية.

ويقارن ذلك بخطة أولية لإضافة 432 ألف برميل يوميًا في الشهر على مدى ثلاثة أشهر حتى سبتمبر. 

إلا أن الزيادة تم تقسيمها بين الدول الأعضاء بما في ذلك روسيا ودول مثل أنجولا ونيجيريا التي تكافح لتحقيق أهدافها.

وهو ما أدى إلى مخاوف من أن التعزيز الفعلي للإمدادات قد لا يرقى إلى مستوى الخطط الرسمية.

أما عن أسباب ارتفاع الطلب على النفط في مثل هذا الوقت، فيعود إلى أمرين اثنين هما:

  • عادة ما تبدأ البلدان في نصف الكرة الشمالي ، مثل الولايات المتحدة ، مواسم القيادة في يوليو / تموز مما أدى إلى ارتفاع الطلب على البنزين.

  • بينما تعيد الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، فتح بعض المدن مثل شنغهاي بعد عمليات إغلاق مطولة لـمواجهة الفايروس.

وقد قال تاجر نفط آسيوي آخر:

“الطلب قوي للغاية في هذه الدورة وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع اسعار النفط بشكل أكبر”.

ويمكن مواجهة بعض الطلب على النفط السعودي من خلال التدفقات المستمرة للنفط الروسي إلى الصين والهند.

كما رفعت أرامكو السعودية ليلة الأحد سعر البيع الرسمي للشراء للمشترين الأوروبيين والمتوسطيين ، لكنها أبقت الفوارق الأمريكية دون تغيير.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية