سيبدأ أحد أكبر الموانئ الأمريكية العمل على مدار 24 ساعة في اليوم لمحاولة إخلاء طوابير طويلة من سفن الشحن العالقة في الانتظار بالخارج، مما قد يعتبر بداية لحل ازمة الشحن البحري ، كما جاء على صفحات BBC البريطانية.
ويأتي ذلك، في الوقت الذي يتبارى فيه المسؤولون؛ لتخفيف مشكلات الإمدادات العالمية التي قد تؤدي إلى نقص السلع في مناسبة عيد الميلاد.
من هي هذه الموانئ؟ وما هي أهميتها؟
سيتعامل ميناء لوس أنجلوس في كاليفورنيا، مع المزيد من البضائع ليلاً، وذلك بعد تحرك مماثل من قبل ميناء لونج بيتش القريب.
حيث تتعامل هذه الموانئ مع 40٪ من جميع حاويات البضائع التي تدخل الولايات المتحدة.
وقد قال البيت الأبيض يوم الأربعاء:
“إن الشركات الأمريكية الكبرى، التزمت أيضًا بزيادة عملياتها على مدار الساعة للمساعدة في إزالة الازدحام.”
هل سيعمل ذلك على حل ازمة الشحن البحري حول العالم؟
تعطلت سلاسل التوريد العالمية مع انفتاح الاقتصادات، بسبب العديد من المشاكل اللوجستية، والتي انطلقت منذ آذار من العام الحالي، إثر أزمة قناة السويس.
كما عانى نظام الشحن من التعامل بشكل كبير مع اندفاع تجار التجزئة لإعادة تخزين مخزوناتهم.
إلا أن فتح هذه الموانئ الأمريكية، سيعمل على معالجة أمرين رئيسين، هما:
-
توفير بعض السلع مثل الأخشاب والملابس الجديدة وأغذية الحيوانات الأليفة.
-
التعامل مع ارتفاعات الأسعار، ومستويات التضخم.
فميناء لوس آنجلوس، ولونغ بيتش، يعتبران البوابة البحرية الرئيسية للولايات المتحدة، وهي الموانئ التي تعرضت لضربات شديدة.
حيث اضطر ميناء لوس أنجلوس إلى نقل 30٪ من حاويات الشحن أكثر من المعتاد في أغسطس، بينما تحركت لونج بيتش بنسبة 23٪ إضافية.
بل لقد وصلت الأزمة ذروتها في هذه الموانئ، حينما تم إجبار 73 سفينة على الوقوف في طوابير أمام أحد المراسي في يواحد من شهر سبتمبر.
وتأتي هذه الخطوة، بعد محاولات عديدة من إدارة البيت الأبيض للعمل على حل مشاكل ازمة الشحن البحري واضطراب سلاسل التوريد.
وتأمل الإدارة الأمريكية في أن تؤدي هذه الخطوة، إلى إيجاد حلول في بقية سلسلة التوريد، بما في ذلك:
الطرق السريعة والسكك الحديدية، والمستودعات.
حيث ستوفر هذه الموانئ المزيد من التحولات الليلية الجديدة خارج أوقات الذروة وساعات نهاية الأسبوع، لتفريغ البضائع بشكل أسرع.
أما عن الجزء الآخر من الجزئة الأولى لحلول المأمولة، فيتمثل فيما وافقت عليه مجموعة من الشركات.
حيث وافقت كل من Walmart و UPS و FedEx و Samsung و Target، على تعزيز أعمالها الليلية في الموانئ.
وهو الأمر الذي من شأنه أن يساعد في تنظيف 3500 حاوية إضافية أسبوعيًا.
كما ستؤدي هذه الخطوة، في وضع قدم فعلية، في طريق حل مشكلة ارتفاع الأسعار (ارتفاع التضخم)، التي ظهرت مع نقص السلع المرتبط بمشاكل سلسلة التوريد.
حيث دفع التضخم المرتفع، صندوق النقد الدولي إلى تخفيض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكي.
وذلك بعدما ارتفع معدل التضخم بشكل فعلي إلى 4.2% عام 2021، وهو مستوى أعلى من المستهدف (2%).
وبذلك، فإن العالم سيكون على موعد مع نتائج هذه الخطوة، والتي ستنعكس بشكل كبير على الاقتصاديات العالمية الأخرى في حالة نجاحها.
خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية تحتجز العديد من حاويات الشحن العالمية، وتحديدا الصينية، بسبب الاختناقات وضعف عمليات التحميل.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية