مشاكل سلاسل التوريد تزداد : تعرف على ازمة الشحن البحري الجديدة

ما زالت سلاسل التوريد العالمية تتعرض إلى العديد من المشاكل المتوالية منذ الربع الأول من العام الحالي، وتحديدا منذ أزمة سفينة قناة السويس، بدءاً بالكثير من الأزمات، مثل أزمة اغلاق بعض الموانئ العالمية، على غرار موانئ الصين الجنوبية، إضافة إلى مشكلة نقص الطاقة، اللازمة لعمليات النقل والحركة، وصولا إلى ازمة الشحن البحري الجديد والتي قد تفاقم من مشاكل سلاسل التوريد بشكل كبير، وفقا لما جاء على صفحات الواشنطن بوست نقلا عن وكالة بلومبيرغ اوبينيون.


حيث تتواجد عشرات السفن الراسية قبالة العديد من الموانئ العالمية، مثل ميناء لوس أنجلوس، وغيرها من الموانئ الأخرى، وهذا يدفع إلى الحديث عن مشكلة جديدة ستتعرض لها سلاسل التوريد، من خلال ازمة الشحن البحري المتمثلة بطاقم البحارة والعاملين على السفن.

فالكثير من البحارة والعاملين على هذه السفن، لم يطئ الأرض منذ أكثر من عام، بسبب قيود الوباء، وعملهم المستمر على السفن التي تتنافس على المراسي في الموانئ المغلقة.

وقد أفاد البحارة العالقون على هذه السفن، بتدهور صحتهم العقلية والبدنية، مع محدودية عامة في الوصول إلى الرعاية الطبية.

بينما تتزايد التوترات بين أفراد الطاقم والإرهاق الذي تقول مجموعات العمل، إنه يعرض السلامة البحرية للخطر.

وقد قال المدير العام لمركز البحارة الدولي في لونغ بيتش:

“تمتع بعض البحارة وعلى مدى العقود الأربعة الماضية برفاهية حياة مميزة، إلا ان هذا الأمر اختلف كثيرا الآن”.

كما أضاف Pat Pettit قائلا:

“إن أزمة البحارة اليوم، هي ازمة انسانية، ولا يعرف أحد إذا كانوا قادرين على التعافي منها، سواء نفسيا أو بدنيا”.

ونحن نقف الآن أمام مشكلة ليست بالبسيطة، خاصة إذا علمت الأمور الآتية:

يقوم 1.89 مليون بحار في العالم بتشغيل أكثر من 74000 سفينة تجارية، مما يوفر النقل لحوالي 90٪ من التجارة العالمية.

تعتبر من الوظائف القليلة التي تتطلب البقاء في العمل لشهور بعيدا عن الحياة الطبيعية بشكل تام.

يتعرض البحارة للكثير من الضغوطات، خاصة أنهم أصبحوا مطالبون بالبقاء لمدة أطول من المعتاد في البحر لإنقاذ التجارة.

وهذه الأمور وغيرها من الأمور الأخرى، ستدفع إلى تعريض صناعة الشحن إلى مشكلة عزوف الكثيرين عن هذه الوظيفة.

خاصة وأن الكثيرون قد رأوا ما تعرض له البحارة من سوء تعامل من قبل قادة هذه الصناعة خلال الوباء.

كما وقد سلطت الكورونا الضوء على الكثير من الظروف الغريبة التي يعمل فيها البحارة.

فمثلا؛ يعمل البحارةُ الصينيون على ناقلات البضائع السائلة من الحبوب والفحم،  بمتوسط 15 ساعة متواصلة في اليوم.

بينما يقضي نظرائهم الأوروبيين 10 ساعات “فقط” على نفس النوع من العمل.

كما وجدت العديد من الدراسات بأن ربع العاملين في مجال البحارة يعانون من اكتئاب حاد، نتيجة العزلة الاجتماعية والحنين إلى الأهل والوطن.

بل إن هناك تقرير صناعي تحدث القائمون عليه عام 2016، قائلين:

“صناعة الشحن ستتجه نحو نقص في العمالة عام 2025”.

إلا ان الأمور قد تذهب إلى تلك المنطقة سريعا، بسبب الظروف غير المنطقية التي حدثت خلال العامين المنصرمين.

حيث اضطر الكثير من البحارة قضاء أكثر من عام على السفن، علما أن اتفاقية الأمم المتحدة تحدد فترة 11 شهر كحد أقصى للتواجد في البحار.

إذن فمشاكل سلاسل التوريد ستزداد عمقا، وهذه المرة من ناحية عشرات الآلاف من البحارة العالقين في البحار.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية