اسواق الاسهم العالمية تخسر 20 تريليون دولار في ستة شهور والقادم اسوأ

يحذر مستثمرون ومحللون من أن موسم أرباح الشركات القادم قد يؤدي إلى انخفاض حاد آخر في اسواق الاسهم العالمية نظرا لمخاطر الركود المتزايدة.


وقبل الدخول إلى تفاصيل الخسائر والتوقعات القاتمة للأرباح، فإنه يجب التنويه إلى أن هذا التراجع والتوقعات السلبية تعتبر عاملا اضافيا لتوقع تراجع الاقتصاد العالمي.

كما تعتبر اشارة إلى أن الاسواق ستتجه نحو الملاذات الآمنة وعلى رأسها الذهب والدولار والفرنك السويسري.


وقد خسرت اسواق الاسهم العالمية أكثر من 20 تريليون دولار أمريكي من قيمتها السوقية بعد أن وصلت إلى مستويات قياسية في الشهر الأول من هذا العام.

إلا أن أسواق الأسهم أصبحت عالقة في سوق هابط، وذلك بسبب ما تقوم به البنوك المركزية العالمية من خطوات لمكافحة التضخم.

وهي الخطوات التي قد تقود إلى عرقلة النمو الاقتصادية، أو إدخال الاقتصاد في عنق زجاجة الركود.

وتزداد التحذيرات من قبل الشركات المدرجة في الأسواق المالية، وتحديدا من قبل الشركات العملاقة مثل تجار التجزئة والصناعة.

حيث أثارت تصريحات الشركات الصناعية مخاوف المستثمرين، وذلك بعد التصريحات الرسمية بأن الشركات تواجه مشاكل في التصنيع بسبب مشاكل الطاقة.

وقد قال إيمانويل كاو ، الخبير الاستراتيجي في باركليز لوكالة رويترز:

“إن أرباح الشركات باتت تستحوذ على التقييمات باعتبارها المحرك التالي للسوق”.

كما أنه ووفقا للبنك البريطاني، فإن أسواق الأسهم ستواجه صعوبة في العثور على قاع محدد حتى يتم إعادة ضبط توقعات الارباح.

بينما قال فرانشيسكو كودرانو ، مستشار في Simplify Partners: 

“إن التفاؤل لدى بعض الشركات أمر مبالغ فيه، ولا بد من الاستعداد لتلقي الضربات في اسواق الأسهم”.

ويبدأ بنك جي بي مورغان الإعلان عن الأرباح يوم الخميس القادم، مع بداية موسم الإعلان عن الارباح في الاسبوع الذي يليه.

وقد قال إريك جونستون ، رئيس مشتقات الأسهم والأصول المتقاطعة في كانتور فيتزجيرالد:

“الإعلانات المسبقة السلبية يمكن أن تحدث الآن في أي وقت، الإيرادات والهوامش على حد سواء معرضة للخطر”.

كما أضاف:

“لا نرى سيناريو يستطيع فيه الاحتياطي الفيدرالي أن يتصرف بشكل محدد، أو يتراجع عن رفع الفائدة”.

ووفقا لنتائج استطلاع قامت به Absolute Strategy Research، فإن احتمالية أن تكون ارباح الشركات العالمية أعلى في غضون عام انخفضت إلى 37%.

ليعتبر هذا التراجع في التوقعات، أدنى قراءة من قبل هذه الشركة منذ أواخر عام 2015.

وقد قامت هذه الشركة بالاستطلاع من خلال مستثمرين يديرون اصولا بقيمة 5.2 تريليون دولار.

كما وجد الاستطلاع نفسه احتمالا قياسيا منخفضا بنسبة 53% أن عوائد الاستثمار على الأسهم سوف تتوفق على السندات على مدار السنة القادمة.

وهذا يعني أن المستثمرين يرون أن العوائد على السندات سوف تنخفض بسبب ارتفاع المخاوف من الركود على عكس عوائد الأسهم.

بينما رفع الاقتصاديون من احتمالات حدوث ركود في الولايات المتحدة وأوروبا، مستشهدين برفع أسعار الفائدة الحاد والحرب في أوكرانيا.

ويمكن الاشارة إلى الانخفاض المتوقع في الارباح خلال هذا العام والعام القادم، بناء على بيانات موقع Refinitiv.

حيث أشار الموقع إلى أن الأرباح في أوروبا يجب أن ترتفع بنسبة 15.2٪ في عام 2022 وبنسبة 4.1٪ العام المقبل.

بينما في الولايات المتحدة يجب أن ترتفع بنسبة 10.8٪ و 9.1٪ على التوالي.

وبدورها فقد قالت ميشيل مورغانتي ، كبيرة المحللين الاستراتيجيين في جنرال إنفستمنتس:

“التخفيضات المحتملة في توقعات الأرباح للنصف الثاني من 2022 و 2023 ستؤدي إلى :

انخفاض حاد في الدخل الحقيقي.

وتدهور النشاط العالمي.

ارتفاع حالات عدم اليقين الاقتصادي”.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية