الأسواق المالية والركود الاقتصادي : شبح يؤرق المستثمرين والمؤسسات العالمية تحذر

بلومبيرغ: يبدو أن ارتباط الأسواق المالية والركود الاقتصادي الذي يتم الحديث عنه بشكل أوسع يوميا، يدفع أرباح الاسهم الأخيرة للتلاشي بعد بداية صيف رائعة.

وتزداد وتيرة المقالات والتحليلات التي تشير إلى مدى إفراط الأسواق المالية بالتفاؤل الذي قادها إلى تسجيل مستويات مميزة.

حيث سجلت الاسهم الأمريكية ارتفاعات بنسبة 12% خلال شهري يوليو الماضي وأغسطس الحالي، ليكون احد أفضل فصول الصيف للأسواق المالية.

كما ارتفعت عوائد سندات الشركات بنسبة 4.6% في الولايات المتحدة، وبنسبة 3.4% على مستوى العالم.

وهي العلاقة الطردية الأولى بين سوق الأسهم والسندات، اللذان كانا في حالة تباعد.

الأسواق المالية والركود الاقتصادي ! شبح يخشاه المستثمرون:

يتجه سوق السندات الآن نحو الارتفاع بسبب مشاعر حالة الانكماش الاقتصادي، الذي يدفع المستثمرين للمطالبة بعوائد أعلى للاستثمار في السندات في أوقات الاضطرابات الاقتصادية.

ووفقا لكبير استراتيجي الاستثمار في بلاك روك السيد “وي لي”، فإن التوقعات الاقتصادية ضبابية بشكل كبير.

حيث قال “لي”:

“إن الفيدراليين ليسوا حريصين على التوقف عن رفع الفوائد حتى يتم التأكد من أن التضخم لن يرتفع مرة أخرى، حتى وإن كان ذلك على حساب حدوث بعض الألم الاقتصادي”.

وبحسب لي، فإن التوجه نحو الاسهم يعكس مخاطرة على الأراح التي قد لا يرغب العديد من المستثمرين في تحملها.

وأضاف قائلا:

“يبدو أننا كنّا أمام صعود سوق هابط، وهو ما لا نريد أن نستمر في ملاحقته”.

كما أشار إلى خطر التفاؤل المفرط بالأرباح التي تحققت في النصف الأول، وخطر اليقين بأن الفيدرالي لن يقوم برفع الفوائد.

حيث قالت بياتا مانثي، الخبير الاستراتيجية في بنك citygroup:

“إن الشركات ستكافح من أجل تحقيق الارباح لما تبقى من هذا العام”.

وتضيف قائلة:

“ستقوم الشركات برفع الاسعار على المستهلك للمحافظة على الارباح، وهو ما سيحافظ على التضخم”.

كما تتوقع مانثي انخفاض الارباح لهذا العام والعام الذي يليه، حينما قالت:

“أتوقع انخفاض الأرباح بنسبة 2% هذا العام و 5% في عام 2023”.

ووفقا لأحدث استطلاعات الراي لمدراء الصناديق العالمية، والتي قام بها بنك أوف أمريكا، فإن معنويات المستثمرين في حالة هبوط رغم أنهم أصبحوا أقل تشاؤما بشأن النمو العالمي.

حيث قال مايكل هارتنيت الاستراتيجي في بنك أوف أمريكا:

“تشير التدفقات الداخلة إلى الأسهم والسندات إلى “القليل جدًا من الخوف” من الاحتياطي الفيدرالي”.

ويؤكد هارتنيت أن المستثمرين سيراقبون ندوة جاكسون هول السنوي بشكل مختلف هذه المرة، للبحث عن أي بصيص أمل لهم.

كما تظهر بعض المؤشرات الفنية التي قام بها بنك أوف أمريكا أن الأسهم الأمريكية ستستأنف الانخفاض، وهو ما أشرنا إليه في مقال سابق (اضغط هنا لقراءته).

فيما توقع المحللون الاستراتيجيون في جي بي مورغان، أن الأسهم ستواصل ارتفاعاتها، بسبب أسهم شركات النمو، وتحديدا أسهم الشركات العملاقة مثل أبل وأمازون.

يُذكر أن هذه التحليلات والتوقعات تأتي مكثفة قبل انطلاق موعد البيانات الاقتصادية الشهر الجاري والشهر القادم.

والتي يجب أن يتم مراقبتها لمحاولة معرفة أداء الدولار الأمريكي، الذي تشير التوقعات العامة صعوده.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية