التخلص من الدولار الامريكي :هل سيكون وشيكا أم بعيدا، السبب والاسباب

يتزايد الحديث كثيرا عن مسألة التخلص من الدولار الامريكي عالميا ، ليس فقط على صعيد الإعلام، وإنما أيضا من خلال مواقع ابحاث متخصصة، مثل مجموعة الأبحاث GlobalData.

وقبل الدخول في التفاصيل؛ فإنه تجدر إشارة مهمة جدا لكل القرّاء.

هذه المقالة مقالة طويلة للبعض، لذا يمكنك قراءة المقدمة الحالية، والنزول للأسباب المرقمة حروفا وأرقاما، لمن يحب الاختصار.

العودة للتفاصيل:

ارتفع الحديث عن التخلص من الدولار الامريكي عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وموقع Reddit بنسبة 600% خلال الربع الأول من هذا العام مقارنة مع الربع المماثل العام الماضي.

وهنا يأتي موقع بلومبيرغ للحديث بشكل تفصيلي عن هذه المسألة، ويشير إلى ان التخلص من الدولار عالميا يجب أن يعالج عبر أمرين اثنين:

– السبب في الحديث.

– الأسباب التي تجعل الحديث أمرا حقيقيا.

التخلص من الدولار الامريكي : اسباب تزايد الحديث عن ذلك

المحور الأول. اسباب الحديث عن التخلص من الدولار الأمريكي عالميا:

تعود أسباب الحديث التخلص من الدولار لعاملين اثنين، وفقا للمحليين عبر موقع بلومبيرغ، وهما:

1. قوة الدولار أو قيمته، أو سعر صرفه.

2. منافسة العملات الأخرى للهيمنة الاقتصادية الدولارية.

حيث تزايد الحديث عن التخلص من الدولار، بسبب تراجع قيمة مؤشر الدولار الامريكي رغم رفع اسعار الفوائد الآن.

ولكن قد ينسى البعض بأن هذا المؤشر ما زال في أقوى صوره منذ قرن من الزمان رغم تراجعه فعليا.

أما الأمر الثاني، فقد زاد من دعم فكرة انتهاء عصر الدولرة، حيث بدأ بعض القادة بالتوجه نحو اصلين للحديث عن عملة تبادل بعيدة عن الدولار، أو مقترنة بالتبادلات الدولارية.

وبناء على هذه التحركات الدولية، فإن مسألة العاطفة تتداخل لدى المحللين بشكل إجباري غير منطقي في بعض الأحيان.

حيث إن المعارض للسياسة النقدية الأمريكية خلال العقود الماضية، يقدم إزالة الدولار كنتيجة حتمية لانخفاض سعر صرف العملة.

ونتحدث عن المعارضين السياسيين كحكومات ومنظمات، بشكل أكبر منه أشخاص، وأهم هذه الجهات مجلس الدوما الروسي.

التخلص من الدولار الامريكي : أسباب تجعل من التخلص من الدولار الامريكي صعبا الآن

المحور الثاني. أسباب تجعل من التخلص من الدولار الامريكي أمرا صعبا الآن:

السبب الأول. قد يضعف الدولار ولكن ليس الآن!

يقول لويس فنسينت جيف من مجموعة Gavekal Research:

“على الرغم من اجراءات الفيدرالي خلال العام الماضي التي تدفع الدولار إلى الارتفاع، إلا أن روح العصر قد تتغير، وقد تستهدف أمريكا دولارا ضعيفا لأسباب داخلية”.

ولكن هذا الرأي، وعلى الرغم من ضرورة احترامه، إلا أنه قد يحتاج إلى وقت ليس بالبسيط، خاصة مع ارتفاع اسعار الفوائد بشكل كبير.

حيث يتحدث براد ماكميلان ، كبير مسؤولي الاستثمار في شبكة الكومنولث المالية ، ويقول:

“دعني أفترض معك مليا أننا نريد أن نتخلص من الدولار، فإن ذلك يحتاج إلى بديل جاهز وقوي بما يقرب من كل المعطيات التي يمتلكها الدولار الامريكي”.

السبب الثاني. اقنع الناس بالتخلص من دولارتهم ببديل معقول.

كما قال براد أيضا:

“العقبة الأخرى في التخلص من الدولار، هو آلية اقناع من يمتلكونه باستبداله بتلك السرعة التي تجعل من انهيار الدولار الامريكي انهيارا فعليا وواقعيا”.

السبب الثالث. الاقتصاد الأمريكي ما زال حاضنا لمحبي المال!

وهنا يقول براد:

“طالما أن الاقتصاد الأمريكي ما زال اقتصادا مفتوحا للجميع، فإن الجميع سيريد الوصول إليه، وذلك من خلال وسائل تبادل آمنة، وفعالة، ومعترف بها، ومدعومة بصفتها جزءا من الاحتياطي العالمي الرئيسي”.

بينما أظن أن براد يشير إلى الدولار الامريكي إلى هذه الصفة حتى وإن لم يحرك شفتيه بها.

السبب الرابع: نسمع ضجيجا ولا نرى طحينا منذ 1990!

يتشارك برنت دونيلي، رئيس شركةSpectra Markets  مع رأي براد، ويعطي الأدلة على ذلك.

ويقول:

“إن التخلص من الدولار كان حديثا منذ عام 1990، وحتى الآن فإننا نستمع فقط ليس إلا”.

ليعترف برنت أن هناك بعضا من المساحة التي اكتسبها اليوان منذ تلك الفترة، ولكنها لا يمكن الاعتداد بها.

وعلى الرغم من أن الدولار يخسر قليلا من حصته في السوق وفقا لبنك التسويات الدولية، إلا أنه ما زال المتقدم في المنافسة بأشواط خيالية.

ويصف برنت وضع الدولار الامريكي مقارنة بتلك العملات التي تُطبع بدون أن يدعمها ذهب هي الأخرى، ويقول:

“بالنسبة لكل العملات الورقية، الدولار الآن هو أنظف قميص تسخ”.

السبب الخامس. أن أمرض هو شيء، وأن أموت فهو شيء آخر!

بالنسبة للمحللين، فإن الدولار على الرغم من تراجع حصته، إلا أنه ما زال يتمتع بصفات ثلاثة، هي أن الاقتصاد الامريكي ذو حجم هائل، وأن الدولار قابل للتحويل بحرية دون تدخل حكومي مثل الصين مثلا، وأن الولايات المتحدة الامريكية ورغم كل الاضطرابات إلا أنها ما زالت مستقرة ومتماسكة، ويكفي أن تكون أمريكيا لتدرك أن ما تسمعه شيء وما يحدث حقيقة شيءٌ آخر.

ولكن ولكن ولكن يجب الاعتراف بأن أمرا للأبد لن يدوم، خاصة وأن الصين تحاول جهدا في الهيمنة الاقتصادية.

هذه كانت مقالة مقتضبة عن المقالة الأصيلة لموقع بلومبيرغ، ويمكنك الاطلاع على كل التفاصيل والرسومات التوضحية من خلال الضغط هنا.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية