شيء سيرفع التضخم في أمريكا وقد يجبرها على حل الصراع الروسي بشكل سلمي

على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية تستورد القليل من موادها الغذائية من روسيا وأوكرانيا، إلا أن التضخم في أمريكا سيتجه نحو الارتفاع إلى معدل مكون من رقمين اثنين بحلول نهاية هذا العام، وذلك من بوابة المواد الغذائية التي ستشهد ارتفاعا ملحوظا في الشهور القادمة وفقا للمحللين الأمريكيين أنفسهم، وهو ما قد يدفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى ضرورة التدخل وانهاء الصراع الروسي الأوكراني بشكل سلمي، دون الدخول في أية مشاكل سياسية أو عسكرية تزيد من الوضع الاقتصادي الأمريكي سوءا.


وفقا للخبراء والمحللين فإن المواد الغذائية في الأسواق الأمريكية ستشهد ارتفاعات سعرية على خلفية الصراع الذي يدور في الأراضي الأوكرانية.

فعلى الرغم من استيراد الولايات المتحدة الكثير من طعامها من المكسيك وكندا، إلا أنها تعتمد على الأسمدة والمواد الكيميائية الزراعية الأخرى، التي تعتبر روسيا مصدرا رئيسيا لها.

وهذه الواردات الروسية التي تتعرض للحظر والمحاربة، فإنها ستكون كفيلة برفع مستويات أسعار المواد الغذائية وبالتالي دفع التضخم في أمريكا إلى مستويات غير مريحة.

وقد قال احد المزارعين الأمريكيين للواشنطن بوست:

“لقد ارتفعت تكلفة الأسمدة من 510 دولار للطن العام الماضي، إلى 1508 دولارات في الوقت الحاليط.

كما قال:

“لا أملك سوى خيار الدفع ورفع أسعار المحاصيل، إلا أنني اخشى من وصول الاسعار إلى نقطة لا يستطيع معها أحد الشراء”.

أما الخبراء المختصون فقد أكدوا على أن الحرب الروسية الأوكرانية ستؤدي إلى رفع أسعار المواد الغذائية الأمريكية قريبا.

حيث قال جيف فريمان، رئيس اتحاد العلامات التجارية الاستهلاكية:

“حتى قبل الصراع فإن تكاليف تصنيع المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 14.2%”.

مشيرا إلى ارتفاع أسعار الخبز والمعكرونة والعديد من العناصر المتواجدة في الممرات الرئيسية في المتاجر الأمريكية.

فيما قال باتريك بينفيلد، استاذ إدارة سلسلة التوريد في كلية ويتمان للإدارة في جامعة سيراكيوز:

“كنا نعتقد بأن الضغوط التضخمية ستهدأ بحلول الربع الثالث، ولكننا الآن أمام سيناريوهات مختلفة”.

كما أكد بنفيلد على الغلاء القادم قائلا:

“سيشهد المستهلكون ارتفاعا في أسعار المواد الغذائية اكثر في الشهر المقبل، وتضخما مرتفعا بحلول نهاية هذا العام”.

وأشار إلى أن الأسواق الأمريكية تشهد اليوم ارتفاعا في أسعار الذرة وفول الصويا وحبوب السلع الأخرى.

أما عن المشكلة الثانية التي سيعاني منها المزارعون الامريكيون فيما يتعلق بالزراعة، فتعود إلى ارتفاع اسعار الوقود.

كما ستواجه صناعة المواد الغذائية مشكلة أخرى تتعلق بارتفاع تكاليف الغاز التي ستؤثر على عمليات النقل.

حيث قال تينجلونج داي استاذ إدارة الأعمال في جامعة جونز هوبنكز:

“ارتفاع غالون الغاز لدى أسوأ السيناريوهات سيثني الكثير من الناس عن القيادة وسيؤدي ذلك إلى تفاقم مشكلة العمالة، ولن يتمكن تجار التجزئة والمطاعم من العثور على عمال ما لم يدفعوا اجورا اعلى، وهو ما سينتقل بشكل مباشر إلى الأسعار العامة للسلع الغذائية”.

كما أشار داي إلى أمر خطير آخر يتعلق بالقدرة التخزينية المرتبكة للمتاجر في أمريكا، وذلك حينما قال:

“أسعار الغاز المرتفعة تجعل المستهلكين يقودون سيارات أقل ، وشراء المزيد في كل زيارة للمتاجر، مما يجعل من الصعب على المتاجر التخطيط الجيد للمخزون وبالتالي حدوث ارتباك”

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية