في غضون اسبوع فقط ارتفع الدولار مقابل الشيكل بنسبة 2% من مستويات 3.66 إلى 3.73 شيكل تقريبا للدولار الواحد، وهو الارتفاع الي تزامن مع تحسن ملحوظ في مؤشر ثقة المستهلك، ولكنه سيبقى ارتفاعا منضويا تحت مظلة الانتظار أكثر من كونه ارتفاعا مرتبطا بأمر حقيقي ملموس يدعو للارتفاعات، وفيما يلي ما يحدث مع الدولار الأميركي شيكل في الأسواق الفلسطينية.
منذ نهاية شهر أبريل الماضي كان الدولار الأميركي شيكل يتعرض لضغوط، هبط الدولار بسببها من 3.80 إلى 3.66 شيكل.
ليكون لهذا الانخفاض أسبابا موجبة وهو ما ذكرته في مقالة سابقة، وأهمها:
-
مؤشرات سوق العمل التي تدعم ضرورة انخفاض الفوائد.
-
انخفاض مؤشر التضخم الرئيسي (مؤشر أسعار المستهلك) إلى المستويات المتوقع الهبوط إليها.
-
توقعات بحدوث هدنة بين إسرائيل وفلسطين.
إلا أنه ومنذ أسبوع تقريبا من كتابة هذا المقال، كانت المؤشرات والدلائل، وتحديدا حديث محضر الفيدرالي، إضافة إلى مؤشر كثقة المستهلك،
وبعض المؤشرات الأخرى، كانت جميعها تشير إلى أن الفيدرالي سيتمسك بالفوائد المرتفعة لفترة أطول، بل وبشكل ألقى بظلاله السيئة على توقعات تخفيض الفائدة خلال شهر يونيو، وشهر سبتمبر (الأكثر توقعا لحدوث أول تخفيض)، وشهر نوفمبر الذي بدأ الحديث عن تأجيل أول تخفيض للفائدة إليه.
كما أن انهيار المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين، بدأت تعرض الشيكل للخطر الكبير خاصة مع انهيار شبه حتمي للمنظومة السياسية الداخلية.
بينما وعلى الرغم من كل الأسباب المفسرة لانخفاض الدولار شيكل، إلا أن ما يحدث حتى الآن مع الدولار من تحسن وتحديدا أمام الشيكل للأسباب المذكورة أعلاه، إلا أن الارتفاع ما زال يتم بشكل متخبط.
حيث تنتظر الأسواق بداية قراءات التضخم من يوم الجمعة 31/5/2024 وصولا لقراءة التضخم الرئيسية بتاريخ 12/6/2024.
وفي النتيجة؛
فإن التداول يجب أن يتخذ سياسة حذرة جدا، بحيث أنه يمكن تجزئة عمليات بيع الدولار والإبقاء على نسبة معينة من الشيكل.
حيث يمكن لمن يمتلك الدولار على أسعار منخفضة، بيع جزء جيد لسببين:
الأول تحقيق الربح
والآخر الاستفادة من اي انخفاض محتمل للدولار لشراء جزء جديد.
أما من يمتلك الدولار على أسعار مرتفعة سابقة، فإنه يمكنه بيع جزء مما يمتلك والإبقاء على جزء لسببين:
الأول تقليل الخسارة بمقدار ما يتم بيعه.
الآخر الاستفادة من أي انخفاض بإعادة الشراء وضغط متوسط تكلفة الدولار للأسفل.
أو الاستفادة من أي ارتفاع وبيع ما تبقى على أسعار مرتفعة إن ارتفاع في حال جاءت أرقام التضخم مرتفعة.
كما وتجدون فيما يلي توقعات الأسواق لتخفيض الفائدة لشهر يونيو القادم، وسبتمبر ونوفمبر، وذلك قبل أول قراءة تضخم الجمعة 31/5/2024
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية