مساواة الدولار الامريكي مقابل اليورو : ألم اقتصادي لأوروبا وأمريكا

لقد تساوى الدولار الامريكي مقابل اليورو من حيث القيمة لأول مرة منذ عشرين عاما، إلا أن ذلك يعني سلاحا ذا حدين.

فتساوي الدولار الامريكي مقابل اليورو جعل من الدولار قويا للغاية، وهذا ما سيضر بالأعمال التجارية الأمريكية.

حيث أن السلع الأمريكية ستصبح أغلى ثمنا بالنسبة للمشترين الأجانب، وفي حالة انخفاض مبيعات الصادرات الأمريكية، فإن ذلك سيعني تباطؤا في الاقتصاد الأمريكي المتعثر بالفعل.

بينما وعلى الناحة الأخرى، فإن الدولار القوي سيساعد الأمريكيين الذين يسافرون إلى اوروبا، مما سيمنحهم قوة شرائية.

ويلاحظ أن اداء اليورو منذ بداية العام وحتى اليوم، كان يشير إلى أنه يقترب شيئا فشيئا من التساوي مع الدولار.

بينما قد يتجه إلى الانخفاض بشكل أكبر مقابل الدولار، خاصة مع تقرير الوظائف القوي الذي صدر الجمعة الماضي.

حيث توقع المحللون رفعا آخر للفائدة على الدولار بمقدار 75 نقطة اساس من قبل الفيدرالي، مما يجعل الدولار جذابا أكثر.

ويقول مارك زاندي كبير الاقتصاديين في  Moody’s Analytics وفقا لموقع usatoday:

“نتوقع أن الدولار قد ارتفع بنسبة 10٪ منذ العام الماضي مقابل العملات الأجنبية”

كما قال زاندي وفسر قوة الدولار في الوقت الحالي قائلا:

“بشكل عام كان اليورو أعلى من الدولار، ولكن الآن هناك ضعف في المنطقة الأوروبية الموحدة، وهو اكثر عرضة للخطر بسبب الحرب الروسية”.

وأضاف قائلا:

“إن ارتفاع اسعار النفط والغاز الطبيعي واسعار المنتجات الزراعية يدفع المنطقة الاوروبية نحو وقت عصيب جدا”.

بينما تحدث عن قوة الدولار بالنسبة للمسافرين الأمريكيين قائلا:

“بالنسبة للمسافريين الأمريكيين إلى أوروبا فإن السفر سيكون أرخص مقارنة بالصيف الماضي”.

حيث قدر زاندي أن قوة الدولار ستساعد في تعويض تكلفة السفر بالطائرة وأسعار الغرف الفندقية بحوالي 10-20% أرخص.

وقال:

“إذا كنت تفكر في السفر ولديك بعض المدخرات الزائدة ، فقد حان الوقت للذهاب”.

بالطبع ، العكس هو الصحيح بالنسبة للمسافرين الأوروبيين المتجهين إلى الولايات.

وقال: “تبدو الولايات المتحدة باهظة الثمن بشكل لا يصدق بالنسبة للأوروبيين مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي ، بحوالي 10 إلى 15٪ أكثر”.

بينما تحدث زاندي عن رأيه تجاه قوة الدولار بالنسبة للواردات والصادرات، قائلا:

“في حين أن الدولار القوي قد يساعد المستهلكين على شراء المزيد من السلع المستوردة، إلا أنه ليس جيدًا للصادرات”.

وهذا يعني اختلالا في الميزان التجاري الذي يحسب الصادرات والواردات الخاصة بالدولة.

كما أكد على أن هذا الأمر سينعكس بشكل كبير على التضخم العالمي الذي سيرتفع لدى الدول المستوردة من الولايات المتحدة.

والتي ستقوم هي الأخرى بدورها برفع اسعار سلعها المتجه لكل مكان بما فيها الولايات المتحدة، مما يزيد من شبح التضخم.

فيما يتوقع  زاندي أن تستمر قوة الدولار مقابل اليورو لمدة عام أو عامين، حيث قال”:

“لا أرى الدولار يضعف بشكل ملحوظ في أي وقت قريب”.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية