يعتقد المستثمر الملياردير ستانلي دروكنميلر أن محاولة الاحتياطي الفيدرالي التخلص من السياسة النقدية المتساهلة لن تنتهي بشكل جيد؛ حيث قال إن الركود في الولايات المتحدة سيكون أعمق مما يعتقده الكثيرون.
حيث قال دروكنميلر في مؤتمر Delivering Alpha Investor على قناة CNBC في مدينة نيويورك يوم الأربعاء:
“إن قضيتنا المركزية هي هبوط صعب بحلول نهاية عام 23”.
كما أضاف قائلا:
“سوف أذهل إذا لم يحدث الركود في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 23، بل إنني على الرغم من عدم معرفتي لتوقيت الركود بشكل محدد لكنه بالتأكيد سيأتي عام 23”
ويخشى المستثمر الأسطوري، الذي لم يسبق له أن شهد انخفاضًا عامًا في الأسواق، أنه قد يكون شيئًا أسوأ؛ حيث قال:
“أنا لا أستبعد أي أمر سيء بالنسبة للاقتصاد الأمريكي”.
ويعتقد دوروكنميلر أن التيسير الكمي غير العادي وأسعار الفائدة الصفرية على مدى العقد الماضي خلق فقاعة أصول.
حيث قال:
“على الرغم من وجود تلك العوامل التي تتسبب في سوق صاعدة، إلا اننا في ورطة عميقة.”
ويعيش مجلس الاحتياطي الفيدرالي الآن في منتصف وتيرة التشديد الأكثر عدوانية منذ الثمانينيات.
حيث رفع البنك المركزي أسعار الفائدة الأسبوع الماضي بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية للمرة الثالثة على التوالي وتعهد بمزيد من الزيادات للتغلب على التضخم.
وهو الأمر الذي أدى إلى عمليات بيع كبيرة في الأصول الخطرة، ممثلا في الأسهم.
حيث تجاوز مؤشر S&P 500 أدنى مستوى له في يونيو ووصل إلى قاع سوق هابطة جديد يوم الثلاثاء بعد سلسلة خسائر استمرت ستة أيام.
وقد علق المستثمر على تحركات الفيدرالي قائلا:
“إن بنك الاحتياطي الفيدرالي ارتكب خطأً في السياسة عندما اعتقد أن التضخم كان مدفوعًا بسلسلة التوريد وعوامل الطلب المرتبطة إلى حد كبير بالوباء”.
وعلق قائلا :
“عندما ترتكب خطأً ، عليك أن تعترف بأنك مخطئ وتتحرك في تلك الأشهر التسعة أو العشرة الماضية، وهو الأمر الذي أصبح متأخرا”.
وأكد دوروكنميلر على أن هناك تداعيات لرفع اسعار الفوائد، وأنها ستستمر لفترة طويلة جدا.
أما عن هذا المستثمر الأسطوري، فقد أدار ذات مرة صندوق Quantum Fund للمستثمر جورج سوروس الذي هز عرش البنك المركزي الانجليزي.
حيث قام دوروكنميلر آنذاك بوضع رهان بقيمة 10 مليارات دولار مقابل الجنيه الاسترليني الذي هبط فعلا عام 1992.
كما أشرف دوروكنميلر لاحقًا على 12 مليار دولار كرئيس لشركة Duquesne Capital Management قبل أن يغلق شركته في عام 2010.
وبالنسبة لأية ارتفاعات في اسواق الأسهم وأنها قد تكون فرصة للمخاطرة، قال:
“بالنسبة لي ، فإن مكافأة المخاطرة لامتلاك الأصول ليس لها معنى كبير”.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية