قال معهد بيترسون للاقتصاد الدولي من واشنطن، إن روسيا تعد سببا رئيسيا في خلق أزمة للأمن الغذائي وارتفاع أسعار الطاقة من خلال مجريات حربها مع أوكرانيا، إلا أن المعهد قال إن الصين والتضخم أيضا هو عنوان آخر لمعادلة الرعب التي سيعيشها العالم بأسره، كما جاء على صفحات CNBC.
حيث قال المعهد:
“إن الصين اتخذت إجراءات في ثلاثة مجالات تؤدي إلى تفاقم التضخم في جميع أنحاء العالم”.
وقد كتب المحللان تشاد باون ويلين وانغ:
“لقد أدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى إلحاق الخسائر بمختلف انحاء العالم تقريبا، وتحديدا على صعيد الأمن الغذائي”.
ويقصد المحللون بذلك ما تمثله اوكرانيا من سلة خبز لإفريقيا والشرق الأوسط، إلى جانب غيرها من الأمور المهمة للمزارعين.
إلا أنهم أكّدا على أن الصين والتضخم سيكونان محوراً لارتفاع الأسعار على ثلاثة مجالات.
حيث كتبوا:
“هناك خطر آخر غير محل تقدير على الأمن الغذائي العالمي، وتحديدا من قبل الصين”.
وتكمن المشكلة في تصرفات الصين وإجراءاتها، أنها تتصرف وكأنها دولة صغيرة، وفقا لتشاد ويلين.
فبحسب المحللان فإن الصين تقوم بإغلاق أبوابها لحل مشاكلها الداخلية، وبذلك تقوم بتصدير التكلفة إلى جميع أنحاء العالم.
وتحدث محللو معهد بيترسون عن ثلاثة مجالات ستتسبب الصين من خلالهما في رفع الأسعار عالميا، وهي:
-
الأسمدة، التي يتوقع أن ترتفع أسعارها بنسبة 30% بسبب الطلب القوي وارتفاع أسعار الطاقة وآثار الحرب الروسية.
-
ولحم الخنزير، الذي تقوم العديد من الدول الآسيوية والأوروبية باستيراده من الصين التي تمثل 40% من سوق هذه اللحوم.
-
صناعة الصلب، باعتبارها أكبر منتجي الصلب في العالم.
أما عن الاسمدة، فقد أمرت السلطات الصينية الشركات الكبرى بوقف تصدير الأسمدة لضمان امداد سوق الأسمدة الكيماوية المحلية.
وقد أفادت رويترز أن القيود استمرت خلال هذا العام ومن المقرر أن تستمر حتى نهاية الصيف على الأقل.
يقول الرئيس التنفيذي لشركة CF Industries Holdings :
“إن النقص العالمي في الأسمدة يمثل مشكلة كبيرة للزراعة العالمية”.
وتمثل حصة الصين من صادرات الأسمدة العالمية 24% للفوسفات، و13% للنيتروجين، و2% للبوتاس.
وقد ارتفعت أسعار هذه الأسمدة كما في الأسبوع الثالث من شهر أبريل؛ على النحو التالي:
-
السماد الفسفوري ارتفع إلى 1079 دولارا للطن الواحد.
-
سماد النيتروجين إلى 730 دولارا للطن وهو أعلى سعر على الإطلاق.
-
بينما ارتفع سعر البوتاس ليصل إلى 879 دولارا.
أما الصلب، فيبدو أنه سيتجه نحو الارتفاع بدوره إلى مستويات قد تذكرنا بما جرى منتصف العام الماضي حينما تجاوز خام الحديد 200 دولارا أمريكيا.
وذلك بالتزامن مع قيام السلطات الصينية بتخفيض إنتاج الصلب وسط خطته لصافي انبعاثات صفرية من الكربون وتلوث الجو.
وقد قامت الصين بوضع إجراءات حمائية داخلية لحماية أسعار الصلب من الارتفاع محليا، حيث قامت بما يلي:
-
حظر على واردات خردة الصلب.
-
رفع ضرائب الصادرات على خمسة من منتجات الصلب لضمان توفر الصلب محليا.
أما على صعيد لحم الخنزير، فتعود المشكلة لعام 2018، حينما شهدت الصين إصابة الخنازير بتفشي كبير لحمى الخنازير الافريقية.
وهو ما قاد الصين إلى اعدام 40% من قطيعها، مما ضاعف من اسعار لحومها، علما أن الصين تمثل نصف مخزون لحم الخنزير عالميا.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية