مشكلة الطاقة في الصين : هل هي مؤامرة عالمية؟ وماذا استوردت الصين لحلها؟

تحاول الصين جاهدةً حل نقص الطاقة لديها، وفيما يلي سنتحدث عن آليات معالجة نقص الطاقة في الصين ، وعن سبب استيرادها للفحم، واسباب اختيار دول مختلفة عن استراليا، المصدر التقليدي للفحم الصيني، وهل يعتبر ما تعيشه الصين مؤامرة عالمية أم لا؟


لقد جلبت الصينُ كميات من الفحم الحراري، وذلك لعلاج مشكلة انقطاع التيار الكهربائي الذي تعرضت له العديد من مصانعها، وتحديدا في شهر سبتمبر.

إلا أن الصين اختارت الاستيراد بكميات مضاعفة، من دول مختلفة عن استراليا، والتي تعتبر المصدر التقليدي لواردات الصين من الفحم.

حيث استوردت جزءا كبيرا من فحمها، من روسيا واندونيسيا، ومناطق أخرى مختلفة.

فقامت باستيراد فحم يزيد حجمه بثلاث مراتٍ عن كمية الفحم المستورد من نفس البلد العام الماضي.

حجم الاستيراد من روسيا واندونيسيا:

أظهرت البيانات التجارية الأولية أن واردات الصين من الفحم ارتفعت بنسبة 76٪ عن العام الماضي في سبتمبر أي بحجم يقترب من 32.9 مليون طن.

بل يمكن ملاحظة أن نسبة الزيادة في استيراد الفحم الروسي تضاعفت مرتين أو ثلاث مرات من مستويات عام 2020 كل شهر.

حيث استوردت الصين 3.7 طن فحم حراري في شهر سبتمبر لوحده.

وهو ما يمثل زيادة بنسبة 230% عن العام الماضي، وبنسبة 28% عن شهر آب (أغسطس).

بينما استوردت الصين 3 ملايين طن من الفحم الحراري من اندونيسيا، أي بنسبة زيادة 19% عن شهر أغسطس، و89% عن العام الماضي.

لماذا تقوم الصين باستيراد الفحم الحراري؟

وهذه الخطوة التي تقوم بها السلطات الصينية اليوم، لا تعتبر بالخطوة الجديدة، فالصين تعتمد بشكل كبير على الفحم الحراري لإنتاج الكهرباء.

بل إن الفحم الحراري يعتبر وبشكل كبير الوقود الأساسي لإنتاج الكهرباء، بل إن الصين تعتبر أكبر مستورد للفحم في العالم تليها الهند.

هل مشكلة الطاقة هي مؤامرة؟

قد تأخذ مشكلة الطاقة في الصين منحى آخر، خاصة وأن هناك من أشار إلى المشاكل الجيوسياسية بين الصين واستراليا.

وذلك بعدما حدثت قطيعة من نوع معين بين البلدين، على خلفية اتهام استراليا للصين بأنها مسبب في حدوث الجائحة.

ويعلق ستيفن أولسون، كبير الباحثين في مؤسسة هينريش، لموقع CNBC، على مسألة نقص الطاقة في الصين قائلا:

“هذا يوضح أن الصين لا تزال بحاجة إلى نظام التجارة العالمي، على الرغم من جهودها المتضافرة لتقليل اعتمادها على التجارة”.

كما يقول ستيفن:

“إن التكاليف الاقتصادية والاضطرابات في الطاقة الآن، قد تقود إلى وسائل ضغط على الحكومة الصينية عند نقطة معينة”.

خاصة وأن مستويات الاستيراد من الفحم الاستالي ظلت صفرية، وذلك منذ الحظر غير الرسمي بين البلدين في أواخر عام 2020.

ونحن إذ نتحدث عن الفحم الحراري الاسترالي، فنحن نتحدث عن ثاني أكبر مصدر للفحم الحراري بعد اندونيسا.

إلا أننا يجب أن نؤكد على أن الفحم الاسترالي ما زال يتصدر قائمة الفحم العالمي من حيث الطاقة والقيم الاقتصادية، بحسب موقع IEA.

بل هناك من  يتحدث عن أن الصين دخلت إلى حيز ازمة اقتصادية حرجة بفعل عوامل داخلية وخارجية.

حيث ما زالت تسعى الصين إلى تحقيق التوازن بين الطلب المتزايد على الكهرباء، والمطالبات العالمية بالتزامها بالحد الأدنى من الانبعاثات الكربونية.

النتيجة؛

وهذا يدفع إلى نتائج أهمها:

  • الصين تعامل جاهدة على حل مشاكل نقص الطاقة في القريب العاجل، دون الرضوخ للضغوطات.

  • أن ما يتم الآن مع الصين، قد يكون محاولة دولية لإرضاخها وجعلها ضمن المنظومة التجارية العالمية التقليدية.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية