العبقرية الكامنة وراء الورق A4

عديدة هي المقاييس التي يتم الاستناد إليها في إنتاج ورق الطباعة، إلا أن أكثرها شهرة هي ورقة الطباعة من قياس A4، ويبرز هنا سؤال المقالة: ما هي العبقرية الكامنة وراء الورق A4 ؟

إن المعيار العالمي الذي قام بتحديد أحجام أوراق الطباعة هو معيار ISO 216 والذي يسري على كل أنحاء العالم تقريبا.

ويعود الفضل في هذا المعيار ISO 216 للألمان حينما قاموا بوضع معيارهم الخاص بأحجام الورق DIN 476.

حيث استند الألمان في معيارهم هذا إلى قاعدة رياضية حددت نسبة العرض إلى الارتفاع بمقدار الجذر التربيعي للعدد 2.

وهذه القاعدة الرياضية الفريدة، تتمحور حول خاصية التحجيم؛ فكلما تم طيّ الصفحة ستحافظ على نفس نسبة الارتفاع إلى العرض.

فإذا قسمّنا ورقة A4 إلى نصفين فإنها ستعطينا ورقتين تحملان نفس نسب ارتفاع العرض إلى الطول في الورقة الأصلية.

هذه الخاصية ليست مهمة في مسألة التحجيم النظري فقط، بل هي مفيدة جدا بالنسبة لآلات التصوير وآلية عملها أيضا.

إضافة إلى أن هذه المقاييس تسمح بالحصول على ورقٍ سليم من حيث الهوامش أثناء القطع في عمليات الطباعة المستمرة.

ولكن الألمان لم يفكروا بذلك فحسب، بل قاموا بأخذ الأوزان بعين الاعتبار؛ فتحديد حجم معين سيساعد في توحيد أوزان الورق.

وتحديد وزن الورق مهم جدا في الأمور التالية وهي الأمور تؤكد على العبقرية الكامنة وراء الورق من قياس A4 :

1. مهمة في عملية الإنتاج ومحاسبة التكاليف الخاصة بالمواد اللازمة.

2. تحديد القياسات في المكائن والآلات دون الحاجة للتدخل البشري لتعديل النسب وفق خوارزميات معقدة في كل مرة.

3. تحديد تكلفة البريد بناء على الوزن أثناء إرسال الأوراق.

علما أن البريد ما زال مستخدما حتى وقتنا الحالي في أمريكا والصين على وجه التحديد عبر أكبر شركات البريد العالمية.

أما المقاييس B و C؛ فإنه يتم استخدام القياس B في الملصقات وطباعة أغلفة جوازات السفر؛ وفي مطابع الكتب والمطويات.

أما الورق من قياس C فعلى الرغم من سحب أغلبه ف العام 2009، إلا أن قليلا منه ما زال موجودا خاصة في الأمريكيتين.

وبالختام فإن قياس A هو أصل كل المقاييس؛ حيث أن مساحة ورقة B و C هي المتوسط الهندسي لورقة A والذي يعبر عن نظام حسابي دقيق وعبقري.

أنصحك بالإطلاع على مقالة بعنوان “مشبك الورق السرية” لتعرف مدى أهمية العقلية الألمانية.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية