يتجلى الفرق بين أمريكا والصين عندما يتعلق الأمر بآفاق الاستثمار ومستقبله، وطريقة تعامل كل طرف مع وضعه المالي وشؤونه الاستثمارية في الداخل والخارج، وهذا ما يقود إلى صراع أشد وطأة بين الجانبين الأمريكي والصيني على مسألة السيادة العالمية، بحسب وصف أحد الخبراء الاقتصاديين الصينيين، كما ورد على صفحات CNBC.
كما توقع هذا الخبير الصيني ظهور فرصة الصراع على السيادة بين الولايات المتحدة والصين لمرة واحدة في القرن.
حيث قال ليو يوهوي، مدير قسم البحوث المالية في مركز أبحاث حكومي في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية:
“إن نافذة تغيير قواعد اللعبة هذه تأتي من الاضطرابات في كلا الجانبين.”
كما أضاف قائلا:
“إن الصين عازمة على أن تصبح أمة عظيمة، في الوقت الذي تقوم فيه أمريكا ببسط سياسة مالية حديثة قائمة على طباعة الدولار”.
حيث قال ليو:
“إن سياسة أمريكا المالية الحديثة والخطيرة ستغيّر، إن لم تكن قد غيرت من التوازن المالي العالمي فعلا.”
كما وقد عنوّن ليو خطابه لتوضيح الفرق بين أمريكا والصين بعنوان صادم هو:
“العالم ثنائي القطب: دورة التوسع الفائق للدولار الأمريكي مقابل الثورة المعرفية لسوق رأس المال الصيني”.
وقد لاقى حديث ليو اهتماما كبيرا في مؤتمر استراتيجية الاستثمار التابع لمدير الأصول ChinaAMC.
حيث تأسست شركة ChinaAMC في عام 1998، وهي واحدة من أكبر مديري الصناديق المشتركة في البلاد ولديها أصول مدارة بقيمة 1.54 تريليون يوان (240.63 مليار دولار أمريكي).
ما هي النظرية النقدية الحديثة التي تحاول أمريكا فرضها على العالم؟
وضح ليو الفرق في واقع أمريكا واهتمامها الحالي، من خلال تركيزها على مفهوم النظرية النقدية الحديثة؛ حيث عرفها بأنها:
“هي التي تجعل الحكومات صاحبة العملة القوية قادرة على طباعة النقود لدعم الاقتصاد المحلي دون القلق بشأن عجز الميزانية”.
وقد أيد بعض الساسة الأمريكان هذه النظرية، باعتبارها محفزا للاقتصاد كمت فعلت ستيفاني كبيرة الاقتصاديين سابقًا للديمقراطيين في لجنة الميزانية بمجلس الشيوخ الأمريكي ومستشارة اقتصادية كبيرة لحملة بيرني ساندرز الرئاسية لعام 2016.
بينما انتقدها تشارلي مونجر الشريك التجاري الملياردير الأمريكي وارين بافيت، حيث قال:
“إن النظرية النقدية الحديثة قد تكون أكثر جدوى مما كان يعتقده الجميع، لكنني أعلم أنك إذا واصلت فعل ذلك دون أي حدود، فسوف ينتهي بكارثة “.
أما على الجانب الصيني والذي احتفل حزبه الشيوعي بمئوية تأسيسه، فيجد ليو حالا مغايرا ومختلفا بشكل كبير.
حيث تركز الصين على تجديد شباب الصين العظيم وذلك وفقا لما قاله الرئيس الصيني في الاحتفالية الأخيرة.
كما يرى ليو بأن موقف الحكومة الصيني يعني أنها ستركز على ضمان الأمن القومي وخفض انبعاثات الكربون.
حيث رأى ليو بأن الصين ستركز على السيطرة السياسية لضمان استثمارات مالية أكثر استقرارا.
وقد استند في رأيه على ما شاهده من تعامل صيني مع جاك ما رئيس مجموعة علي بابا وكيف قامت الحكومة بتعليق اكتتاب ذراعه المالية لمجرد انتقاد أداء الحكومة المالي.
كما شدد ليو على أن الصين تقوم بضبط شؤون الاستثمارية الداخلية بكل حزم لمنع تلاعب أمريكا وإيقاف اي إغراءات مالية أمريكية.
حيث وجد بأن تكثيف السلطات الصينية من قمع العملات الرقمية المشفرة ليس إلا قمعا للطريق الأمريكية لإغراء رأس المال الصيني.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية