هل ستدخل المانيا والصين في الحرب الباردة بعد ميركل كما يرغب بايدن

حذر أرمين لاشيت -المرشح الأوفر حظاً لتولي منصب المستشار الألماني القادم- من تعاطي فكرة دخول المانيا والصين في الحرب الباردة التي يسعى الكثيرون إلى ترسيخها.

حيث يتفق لاشيت مع ميركل في ما يتعلق بأن بكين كانت شريكاً مهما، ومنافسا يتمتع بقدر كبير من الذكاء الفائق والفريد.

وقد تحدث لاشيت إلى الفاينانشيال تايمز بعد أول زيارة رسمية للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أوروبا، والتي هيمنت عليها التحذيرات بشأن التحدي الذي تمثله الصين للغرب، وفقا لمخاوف بايدن.

حيث أشار لاشيت (زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي من يمين الوسط في ألمانيا) إلى أن الكثيرين في أوروبا كانوا متشككين في موقف بايدن المتشدد تجاه الصين.

ولكنه قال:

“ماذا بشأن تقييد الصين،، هل سيؤدي ذلك إلى صراع جديد؟ وهل نحتاج إلى خصم جديد بحجم الصين أساسا؟”

حيث رأى أن هذه الأسئلة ستقود إلى إجابات متضاربة، فمن جهة تعتبر الصين منافسا منهجيا ونموذجيا ومختلفا بشكل كبير.

بينما تمثل الصين على الجانب الآخر شريكا استراتيجيا ضروريا في أمور مهمة مثل مكافحة تغير الماخ.

كما دعا لاشيت إلى ضرورة بناء علاقات جيدة مع روسيا، قائلاً :

“إن الغرب يجب أن يحاول إقامة علاقة معقولة مع موسكو.”

وأضاف قائلا:

“تجاهل روسيا لم يخدم مصالحنا ولا مصالح الولايات المتحدة”

وهذا ما يعتبر إشارة تأييد لخطوات بايدن في زيارته لموسكو الأسبوع الماضي.

” المانيا والصين و الحرب الباردة ” هل هي بعيدة أم مستبعدة؟

لاشيت -والذي تشير استطلاعات الرأي إلى أنه في طريقه للفوز هو وحزبه بالانتخابات الألمانية- سيتخذ أساليب مغايرة لأساليب ميريكل في التعاطي مع الصين.

حيث وعلى الرغم من معارضة سياسات ميركل، إلا أنه كان متفقا معها في الخطوط العامة لملف التعامل مع الصين.

فلطالما تم اتهام ميركل بتهاونها في التعامل مع الصين، وذلك بسبب مخاوفها الاقتصادية التي قد تضر مصالح الشركات الألمانية بالصين.

إلا أن لاشين يختلف مع ميركل في مسألة عدم انتقادها العلني والصريح لمخالفة الصين بعض بنود حقوق الإنسان.

أما عن الجهة الأخرى من السباق الانتخابي، فهناك حزب الخضر المعارض المنافس لحزب لاشيت.

حيث أن حزب الخضر والذي قد يفوز بالانتخابات، فإنه يتخذ موقفا معارضا للصين بشكل صريح وعلني في مسألة حقوق الإنسان.

أما فيما يتعلق بمسألة قيام بايدن بجر أوروبا إلى حرب باردة مع الصين، فقد قال لاشيت:

“إن بايدن محق في اعتبار الصين أحد أهم التحديات، ولكننا يجب أن لا ننجر وراء عقلية الانزلاق في حرب باردة، خاصة في ظل وضعنا الجيوسياسي مع الصين”.

ولكن لاشيت أكد على أنه سيتعامل مع الصين في حدود تعزيز الشراكة حيثما كان ذلك ممكنا.

بينما توقع أن تبادله الصين المعاملة بالمثل والاحترام.

كما أشار بذكاء شديد إلى مسألة غاية في الأهمية، وذلك حينما قارن بين ما قام به بايدن وأوباما سابقا.

حيث سعى بايدن إلى تحسين العلاقات مع روسيا حينما وصفها بالقوى العظمى، فيما قام أوباما بزرع توترات بين الغرب وروسيا حينما وصفها الرئيس الأمريكي بالقوة الإقليمية قبل عقد من الزمان.

هذا يفرض تساؤلات كثيرة تدور حول عدم إمكانية قيام ألمانيا بأي حرب باردة مع الصين في ظل لاشيت، فماذا عن حزب الخضر المعارض؟؟؟

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية