كشف أسرار المياه المعدنية وكيف أن المياه المعبأة ليست معدنية جميعها

يرجع تاريخ صناعة المياه المعبئة بشكلها التجاري إلى عام 1767، وذلك حينما تم تعبئة الزجاجات في بوسطن، أمريكا، من خلال شركة Jackson’s Spa، وفيما يلي سنشير إلى هذه الصناعة التي تحوي في طياتها الكثير من الأسرار، وكيف أن المياه المعبأة ليست معدنية جميعها كما تظنون.


أولا. كيف ظهرت هذه المياه؟

تعود مهنة ساقي المياه إلى أزمنة غابرة، ولكن ازدهار صناعة المياه المعبأة يرجع إلى أمرين اثنين.

  • الأول يكمن في مسألة شفاء الأمراض من خلال مياه البئر المقدسة في مالفيرن – بريطانيا.

  • والآخر يتمحور بالعلاقة الطردية بين هذه الصناعة من جانب، وانتعاش السياحة وتفشي الأمراض وتطور البلاستيك من جانب آخر.

حيث شهد القرن السابع عشر حكايا عن قدرة مياه البئر المقدسة في الشفاء من الأمراض، فبدأ الرهبان بتعبئة مياه البئر في زجاجات لتوزيعها على كبار السن والعجزة، وليصبح بئر مالفيرن أول مكان في العالم يعرف صناعة المياه المعبأة.

كما بات الطلب على المياه المعبأة بشكله الرسمي، مرتبطا بانتعاش المنتجعات الصحية في القرنين السابع عشر والثامن عشر، والتي أصبحت مزارا تقليديا للأثرياء بهدف الاستشفاء.

ثانيا. الكلور عدو هذه الصناعة! كيف؟

شهد العالم مسألة اضافة الكلور إلى مياه الصنابير، وذلك للعمل على تنقيتها من البكتيريا الضارة والآفات، التي سببت الكثير من الأمراض القاتلة.

حيث أثرت هذه الإضافة بشكل سلبي على صناعة المياه المعبأة، وهو ما جعلها مقتصرة  بشكل كبير على أماكن التجمع مثل المقاهي والمنتجعات والفنادق.

إلا أن صناعة المياه المعدنية لم تتراجع كما تظنون، حيث تعتبر المياه المعبأة الآن ثاني أكثر المشروبات التجارية شيوعا في بلد مثل أمريكا، وذلك للعديد من الأسباب التي سنذكرها في الأسرار القادمة.

المياه المعدنية ليست نقية
المياه المعدنية ليست نقية جميعها وهي ثاني أكثر المشروبات استهلاكا في العالم

ثالثا. من هي أقدم الشركات التي تعاملت بهذه الصناعة؟

حينما شعرت شركة شويبس (إحدى أقدم العلامات التجارية في العالم) بأهمية المياه المعبأة، توجهت نحو تعبئة المياه من البئر المقدسة المذكورة سابقا عام 1843.

واستمرت الشركة في تعبئة المياه لمدة 54 عاما حتى نقلت الشركة الانتاج من بريطانيا لأماكن مختلفة.

وحينما قامت شركة كوكا كولا بالاستحواذ على شركة شويبس، استمرت بانتاج مالفيرن ووتر حتى تم الانتهاء من هذه العلامة عام 2010.

رابعا. الأمراض هي الصديق الوفي لصناعة المياه المعبأة!!

التفتت الدول الأخرى لصناعة تعبأة المياه المنتشرة في بريطانيا وأمريكا، فدخلت فرنسا لهذه الصناعة في القرن العشرين بسبب زيادة رواجها لسبب رئيسي آنذاك.

حيث ضاعفت أمراض الكلى والكوليرا والتيفوئيد من زيادة الإقبال على هذه المياه، بسبب ربط الكثيرين بين مياه الصنابير ونقل الأمراض.

المياه المعدنية ليست نقية : البلاستيك والدعاية والأمراض هي أصدقاء لهذه الصناعة
المياه المعدنية ليست نقية : البلاستيك والدعاية والأمراض هي أصدقاء لهذه الصناعة

خامسا. البلاستيك والدعاية صاحبا فضل على هذه الصناعة!

ساعد نمو صناعة البلاستيك والتي ارتفعت وتيرتها عام 1968، في زيادة شعبية المياه المعبأة.

كما تزامن نمو هذه الصناعة، مع زيادة الإعلانات التي قامت بها الشركات، وتحديدا أثناء اللعب على وتر الصورة الذهنية وربط المياه المعبأة بالجانب الصحي.

سادسا. المياه المعبأة ليست معدنية كما تظنون!

حينما دخلت شركتا كوكا كولا وبيبسي كولا الدخول في هذه الصناعة، قررتا استخدام مياه الصنابير بعد معالجتها وتنقيتها وإزالة الشوائب منها، وهو ما يجعل مسألة النقاء عرضة للتفكير.

كما أن هذه الصناعة تحتوي على العديد من أنواع المياه إلى جانب المعدنية، فهناك مياه الينابيع، والنقية المعالجة (مثل الماء المقطر المعالج)، والارتوازية.

أما المياه المعدنية فتحتوي على أساس ثابت من المعادن والعناصر التي تحتويها، وهذا يعني أن المياه المعبأة ليست جميعها معدنية، فهناك المعالج وفقا للأنواع المذكورة سابقا (الينابيع، والنقية، والارتوازية).

وذلك وفقا لدراسة منشورة عام 2006 من قبل جامعة سان ماركوس بولاية تكساس أمريكا.

سابعا. من أكثر الأسواق استخداما للمياه المعبأة؟

تعتبر أمريكا أكبر سوق استهلاكية للمياه المعبأة في العالم، بمقدار 13.85 مليار غالون عام 2018.

كما وصل إجمالي مبيعات المياه المعبأة في أمريكا عام 2019 إلى 3.02 مليار دولار أمريكي.

أما لدى الدول العربية، فقد استحوذت دول مجلس التعاون الخليجي على 19 مليار لتر عام 2018 لوحدها.

حيث مثل السوق السعودي أكبر سوق للمياه المعبأة في المجلس بحسب مجموعة أبحاث السوق IMARC Group’s.

ثامنا. من هي أكبر شركات المياه المعبأة في العالم؟

فيما يلي أكبر عشرة شركات لتعبأة المياه في العالم:

  • نستلة، فرنسا، بمبيعات 3.4 مليار دولار

  • جلاسو، أمريكا، بمبيعات 920 مليون دولار.

  • أكوافينا، أمريكا، بمبيعات سنوية تصل إلى 872 مليون دولار.

  • داساني، جوجورجيا، أمريكا، بمبيعات سنوية تصل إلى 765 مليون دولار.

  • ينابيع بولاند، في بولندا، بمبيعات 670 مليون دولار سنويا.

  • مياه دانون، فرنسا، بمبيعات 540 مليون دولار.

  • فيجي، أمريكا، بمبيعات تصل إلى 220 مليون دولار.

  • تينجي، أو ماستر كونغ، الصين، بمبيعات 210 مليون دولار.

  • ديير بارك، أمريكا، بمبيعات 58.1 مليون دولار.

  • أوزاركا، أمريكا، بمبيعات 21 مليون دولار.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية