الدولار القوي والسندات الأمريكية يؤديان إلى انخفاض أسعار الذهب عالميا

تشهد الاسواق انخفاض أسعار الذهب عالميا جنبا إلى جنب مع السندات الحكومية والأسهم العالمية.

حيث وصلت الأسعار في منتصف نهار اليوم الاثنين 1860 دولارا أمريكيا بانخفاض تجاوز 20 دولارا في ساعات فقط.

حيث يلجأ المستثمرون إلى الدولار الأمريكي فقط، في ظل النفور العام من المخاطرة في بداية الاسبوع الجاري.

كما ويأتي هذا الاضطراب في مختلف الأسواق بعد اسبوع هيمنت عليه العديد من المشاكل، والتي جاء أهمها:

  • هيمنة البنوك المركزية بقراراتها المتعلقة برفع الفوائد، مثل أمريكا واستراليا وانجلترا.

  • عودة مخاوف النمو العالمي إلى الواجهي وسط القيود الصينية الممتدة.

  • مخاوف ارتفاع أسعار الفائدة بشكل قد يدفع الاقتصاد الأمركي والأوروبي على وجه التحديد نحو الركود.

وفي ظل هذه الظروف والأوقات المضطربة وحالة عدم اليقين التي تجتاح السوق، فإن الدولار سيكون المتحكم في الأسواق بصفته الملاذ الآمن النهائي.

كما سيراه المتعاملون في السوق أنه ملاذ آمن بعائد مجزٍ في ظل توقعات ارتفاع اسعار الفائدة.

حيث ما زال الفيدرالي الأمريكي في طليعة البنوك المركزية التي تتجه نحو رفع الفوائد بشكل أجرأ من غيرها من البنوك المركزية.

وهو ما يجعل من الدولارا عملة متربعة على عرش العملات الجذابة، رغم أنه لن يتجه إلى تشديد السياسة النقدية كما كان متوقعا.

إلا أن الفيدرالي الأمريكي ما زال في طريقه نحو رفع اسعار الفائدة بنصف نقطة مئوية خلال الاجتماعين القادمين.

ويلقي الدولار القوي الآن بحمله الثقيل متسببا في انخفاض أسعار الذهب عالميا وسط إشارات أخرى لهبوط محتمل قادم.

بينما يؤدي الارتفاع في عوائد سندات الخزانة إلى تفاقم الألم في المعدن الأصفر الذي لا يحقق عائدات.

حيث يتم تداول المعدلات الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات حاليًا عند 3.185٪، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر 2018 ، بناءً على رهانات رفع أسعار الفائدة الفيدرالية.

كما أنه، وإضافة إلى الجانب السلبي في سعر الذهب، فإن المضاربة على المعدن الأصفر شهدت اندفاعا نحو انخفاضه الأسبوع الماضي.

حيث يتدفق المستثمرون إلى الدولار بدلاً من الذهب، وذلك قبل بيانات التضخم الأمريكية المهمة المقرر صدورها في وقت لاحق هذا الخميس.

في النتيجة، وبناء على المعطيات السابقة، وبالنظر إلى المستقبل:

فإن سعر الذهب سيظل تحت رحمة المعنويات حول العوائد والدولار.

كما أنه وفي حالة أي انتعاش في أسهم وول ستريت فإن ذلك سيوقف قوة الدولار، مما سيوفر بعض الراحة للمضاربين على ارتفاع الذهب في المستقبل.

إلا أن المتابع للأخبار والتحليلات، فإنه سيلحظ امكانية انخفاض أخرى للذهب مع احتمالية تحسّنٍ مؤقتة، لسببين هما:

  • انخفاض اداء السوق المالي للربع الثاني، وذلك بعدما تحدثت العديد من الشركات المدرجة عن توقعاتها السلبية لأدائها خلال الربع الثاني.

  • ارتفاع الفائدة على الدولار الأمريكي خلال الشهرين القادمين، وهو ما سيعطي زخما للدولار على حساب الذهب.

وكما أشرت إلى الدولار القوي على المدى القصير، بسبب توقعات الركود في نهاية العام أو بداية العام القادم، فإنني يجب أن أشير إلى أن الذهب قد يكون مع موعد مميز للارتفاع في تلك الحالة.

حيث يمكن ملاحظة أداء الذَهب في اوقات الأزمات، والتي كان آخرها ما حدث بعد أزمة 2008 للذكر لا للحصر، حينما بدأ بالارتفاع، قبل أن يعاود تصحيح أدائه بعد 2012، إثر عودة الاقتصاد إلى مساره شبه الطبيعي آنذاك.

في النتيجة،

فإن الذهب سيكون جذابا للشراء على المدى القصير، مع ترصد مستويات هابطة وتحديدا إذا لامس قاع 1800 دولار.

فيما سيكون رهان البيع أكثر صعوبة، وذلك بانتظار ما سيؤل إليه الوضع الاقتصادي في النصف الثاني من هذا العام.

وهو القرار الذي يحتاج الاستمرار في المتابعة للأخبار التي سنقوم إن شاء الله بتقديمها لكم أولا بأول.

 

رسم يوضح مدى الارتفاع الذي يصيب الذهب في أوقات الأزمات.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية