في الأسابيع الأخيرة ، تراجعت العملة الأمريكية مقابل معظم العملا ، لكنها زادت مقابل الشيكل، وقد حاول موقع انجليش جلوبس الإجابة عن التساؤل الكبير عن أسباب عندم انخفاض الدولار مقابل الشيكل .
وفي النتيجة وقبل الدخول في تفاصيل هذه المقالة؛
فإن الهدف من هذه المقالة هو استعراض ما يتحدث به المحللون عن أسباب عدم انخفاض الدولار مقابل الشيكل مثلما يحدث مع باقي العملات.
كما نستعرض وجهات النظر الصادرة عن المؤسسات والبنوك الاسرائيلية ورؤيتهم للدولار لهذا العام.
التفاصيل: انخفاض الدولار مقابل الشيكل ! لماذا لا يحدث مثلما يحدث مع العملات الاخرى
شهد عام 2022 ارتفاع الدولار مقابل العملات الرئيسية في العالم بالإضافة إلى الشيكل بعدما تم رفع أسعار الفائدة في محاولة لترويض التضخم.
حيث رفع الفيدرالي معدلات الفائدة بشكل أسرع من معظم البنوك المركزية الأخرى، واستفاد الدولار من فجوة أسعار الفائدة والعوائد الأكبر المتاحة بالإضافة إلى وضعه كملاذ آمن في وقت عدم اليقين.
في عام 2022 ، تعزز الدولار أمام العملات على النحو الآتي:
-
%6 مقابل اليورو
-
%11 مقابل الجنيه الإسترليني
-
%13.5 مقابل الين الياباني
-
ما يزيد قليلاً عن 13% مقابل الشيكل، الذي أنهى العام عند 3.5228 شيكل / دولار بعد أن بدأ عند 3.11 شيكل / دولار.
ومع ذلك ، فقد تغير الاتجاه في الأشهر الأخيرة مع ضعف العملة الأمريكية مقابل معظم العملات ولكن ليس مقابل الشيكل.
ففي ديسمبر وحده خسر الدولار الأمريكي 2٪ مقابل اليورو و 3٪ مقابل الين و 1.5٪ مقابل الجنيه الاسترليني لكنه ارتفع 4٪ مقابل الشيكل.
وقد قال محللون لـ Bloomberg:
“شهد مؤشر الدولار مقابل عملات العالم أسوأ ربع له في الربع الأخير من عام 2022 منذ عام 2010 مع انخفاض بنسبة 8% عن ذروته في سبتمبر 2022، رغم أنه وعلى مدار العام ارتفع 6% وهو أفضل عام منذ عام 2015″.
الدولار الأمريكي ! هل سيضعف أخيرا مقابل الشيكل
هناك إجماع عام بين المحللين الإسرائيليين على أن الدولار سيبدأ قريباً في الضعف.
فعلى سبيل المثال ، يقول رئيس استراتيجية الأسواق في بنك لئومي ، كوبي ليفي:
“التوقعات هي أن سعر الفائدة في الولايات المتحدة سيتوقف عن الارتفاع هذا العام ، ويعتقد المستثمرون أنه قد ينخفض في وقت مبكر من عام 2023 إلى مستوى معين”.
ويضيق قائلا:
“هناك فجوة بين ما يتوقعه بنك الاحتياطي الفيدرالي وما يتوقعه السوق، وهذه أرض خصبة لعدم اليقين والتقلب في عملية سد هذه الفجوات، وهي عملية يمكن أن تحدث في الربع الأول أو الثاني”.
ووفقا لليفي فإنه وفي هذه الحالة ، فإن العملات الأخرى التي يتم فيها التشديد العملية التي بدأت في وقت لاحق، مثل اليورو والجنيه الاسترليني، ستتلقى رياحًا خلفية وفي بيئة السيولة المنخفضة نسبيًا لشهر ديسمبر، تم تكثيف هذه الاتجاهات.
ولكن ليفي حذر قائلا:
“من أنه قد يكون من السابق لأوانه وضع افتراضات بشأن الدولار”.
وأضاف في تحذيراته قائلا:
“إذا نظرنا إلى الدولار مقابل عملات معينة، فإن توقعات الأسابيع القليلة الماضية تظهر أنه من الممكن أن تكون قوة اليورو والجنيه الإسترليني مقابل الدولار مبالغًا فيها بعض الشيء”.
ويرى ليفي إنه يتوقع أن نعود في نهاية العام الحالي إلى نفس المستويات التي نعيشها الآن.
هل سيبقى الدولار قويا إذا؟
يعتقد ليفي أن الدولار قد لا يصبح قوياً كما كان مرة أخرى، ولكن قد يكون الانخفاض الحاد في قيمة العملة الذي شهده خلال الشهر الماضي سابق لأوانه قليلاً فيما يتعلق بظروف الاقتصاد الكلي الحالية.
كما يرى ليفي أن هناك تصحيحًا في القريب العاجل.
ولكن ليفي يتحدث عن ما يحدث مع الشيكل قائلا:
“ما يؤثر على الشيكل على المدى القصير هو بشكل أساسي أسواق الأسهم العالمي، التي تراجعت خلال الأسابيع القليلة الماضية، بشكل أساسي بعد قرارات أسعار الفائدة والتوقعات بأن البيئة النقدية ستبقى ضيقة لفترة أطول”
حيث يشير ليفي إلى حقيقة أن المستثمرين المؤسسيين الإسرائيليين، الذين يتم استثمار معظم استثماراتهم بالفعل في الخارج ويتم تحويلها بالدولار ، يقومون بالتحوط من استثماراتهم ، لذلك عندما تنخفض أسواق الأسهم ، فإنهم يشترون الدولارات للحفاظ على قيمتها ، مما يساهم في انخفاض قيمة الشيكل.
ويعود ليفي ويتحدث عن ضرورة أن يبقى الشيكل محافظا على قوته النسبية لمكافحة التضخم.
أما بيوت الاستثمار الإسرائيلية فإنه تميل إلى الاعتقاد بأن الدولار سينخفض تدريجيا مقابل الشيكل وربما سيصل إلى 3.37 شيكل للدولار.
فيما يذهب بنك لئومي للاعتقاد بأن الدولار سيذهب خلال هذا العام عند 3.40-3.50 شيكل لهذا العام.
أما اليفي فيتحدث عن قوة الشيكل للأسباب الآتية:
-
استمرار القوى الأساسية لفائض الحساب الجاري.
-
انتقال رأس المال إلى إسرائيل.
اما بنك ديسكونت فيرى أن المشاكل الاقتصادية ما زالت قائمة والمخاوف من الركود ما زالت ترتفع.
حيث قال البنك:
“ستؤثر كل هذه الاضطرابات على سعر صرف الدولار، بشكل عكسي مع الاسواق المالية”.
أما فيما يتعلق بالحكومة، فقد تحدثت المقالة عن سيناريو سيء للشيكل، يتعلق بسياساتها والمستثمرين.
حيث إذا أدت إجراءات الحكومة إلى رحيل كبير للمستثمرين الأجانب عن إسرائيل ، سيؤدي ذلك إلى إضعاف الشيكل.
ولكن في السيناريو الذي يمضي فيه نتنياهو قدمًا نحو السلام مع السعودية (وفقًا للصحفيين السياسيين ، فإن القضية ذات أولوية عالية جدًا).
ووفقا لهذا السيناريو، فإن تلك العلاقات ستعزز العوامل الهيكلية التي تدعم شيكل قوي.
بينما يرفض مودي شافرير كبير المحللين الاستراتيجيين في بنك هبوعليم فكرة أن الضعف الأخير للشيكل قد يكون بسبب مخاوف المستثمرين بشأن سياسات الحكومة الجديدة
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية