انخفاض الشيكل مقابل الدولار : هل بدأ بسبب انخفاض تأثير الصين؟ وماذا ينتظر الشيكل

بعد انخفاض الشيكل مقابل الدولار بشكل ملحوظ في بدايات تعاملات يوم الاثنين، وهو اليوم الأول من تداولات هذا الأسبوع، يبدو أنه من الممكن أن يتخذ مسارا سعريا آخر على خلفية معطيات اقتصادية بحتة.

حيث إن انخفاض الشيكل مقابل الدولار ارتبط ارتباطا مباشرا بالعامل الاقتصادي المتمثل بتراجع مؤشر ناسداك التكنولوجي الذي يرتبط به الشيكل بعلاقة طردية.

ويمكن ملاحظة مدى تأثير هذه العلاقة من خلال النزيف الذي أصاب مؤشر ناسداك التكنولوجي بشكل عام بسبب التطبيق الصيني Deep Seek الذي شكك المجتمع التكنولوجي بمدى المليارات التي تهدرها الشركات الأميركية مقارنة بالملايين الستة التي احتاجتها الشركة الصينية لإطلاق النسخة الثالثة من التطبيق المسمى باسمها.

إلا أنه ومع انتهاء اليوم الأول من نجاح هذا التطبيق، والتأثير الذي أحدثه حول العالم، عادت الأسواق لتقوم بتصحيح ما انخفضت به، إضافة إلى عودة جاذبية المستثمرين للأسهم التكنولوجية وعلى رأسها انفيديا الأميركية وASML الهولندية.

حيث إن هذه التصحيحات، طالت مؤشر الأسهم الأوروبية EURO STOXX 50  الذي ارتفع لأعلى مستوياته في 25 عاما.

كما قام مؤشر ناسداك بالتصحيح في الجلسة الماضية والعقود الآجلة للجلسة الحالية.

وهو ما يعطي دفعة لتحسين الشيكل مقابل الدولار الأميريكي، إلا أن ذلك يجب أن يرتبط بأمر آخر على المدى القصير.

حيث سيقوم الجانب الأميركي باتخاذ قراره إزاء الفائدة، والتي تشير التوقعات لبقائها عند 4.5% دون تغيير.

وفي حال اشار الفيدرالي الأميريكي إلى انه سيبقى صامدا في الفوائد المرتفعة طالما بقي التضخم مرتفعا، فإن ذلك سيعطي الدولار صمودا عند مستوياته المرتفعة.

كما أنه وفي حال خفض المركزي الاوروبي الفائدة على اليورو غدا الخميس، فإنه سيعطي دفعة لبقاء الدولار قويا.

وبجمع العاملين (الفيدرالي والمركزي الاوروبي)، فإن ذلك قد يعطي دفعة للدولار في أن يبقى قويا، بحيث ان لا يعطي مجالا للشيكل في أن يقوى لمستويات دون 3.5 شيكل.

وتجدر ملاحظة أن ما تم ذكره يشير إلى المدى القصير، إذ أن الشيكل كعملة لا تمت بعلاقة بمؤشر الدولار وما يحدث للدولار أمام العملات الرئيسية الأخرى، ولكن وبشكل عام فإن قوة الدولار قد تجعله صامدا إلى حد ما أمام مختلف العملات خارج سلة مؤشر الدولار الأميركي.

طالع هذه المقالة عن سعر الصرف الخاص بالشيكل امام الدولار ، من خلال الضغط هنا

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية