لماذا كان تأثير الفائدة على الشيكل محدودا على الدولار وتوقعات الفائدة القادمة

انجليش جلوبس: قام المركزي الاسرائيلي برفع الفائدة على الشيكل بمقدار نصف نقطة مئوية، لتقف الفائدة على الشيكل بذلك عند مستويات 3.25%، ولكن تأثير الفائدة على الشيكل كان لها رأي آخر هذه المرة.

حيث إن المركزي الاسرائيلي لم يرفع الفائدة إلى المستويات المتوقعة لدى عموم الاسواق بمقدار 0.75% مثل المرة الماضية.

وهي التوقعات التي جاءت بعدما ارتفع معدل التضخم إلى مستويات 5.1% في اسرائيل عن شهر اكتوبر.

ولكن وقبل صدور قرار الفائدة على الشيكل، كان المركزي الاسرائيلي في موعد مع قراءة البطالة، والتي ارتفع معدلها إلى أعلى من 4%.

ومعدل البطالة بذلك كان مؤشرا خطيرا للمركزي قبل اتخاذ رفع الفائدة بشكل كبير كما قام به في الاجتماع السابق.

فارتفاع مؤشر البطالة، يعطي علامة على أن الاقتصاد ليس بحاجة لرفع فوائد تزيد من عمق خسارة سوق العمل الضيق في اسرائيل.

وهذا ما كان دافعا وبشكل كبير للمركزي للتمهل في رفع الفوائد بمقدار كبير، وبالتالي لم يكن تأثير الفائدة على الشيكل كبيرا هذه المرة على أداء الدولار تحديدا، إلى جانب التصريحات والتحليلات الجديدة حول الفائدة القادمة على الشيكل.

فقد بدأ المحللون بطرح توقعاتهم التي تشير إلى أن المركزي الاسرائيلي سيرفع الفائدة بنسبة 0.25% في اجتماعه القادم بداية عام 2023.

حيث قال رونين مناحين، كبير اقتصاديي الأسواق في بنك مزراحي تفاه:

“هناك علامات على تباطؤ اقتصادي في المستقبل، والمركزي لن يقوم بالمغامرة أكثر من ذلك في محاربة التضخم”.

وأضاف قائلا:

“هناك مؤشرات جدية على تباطؤ النمو في اسرائيل، وهذا يمهد الطريق نحو 0.25% وليس 0.5 أو 0.75%”.

وتابع مناحيم قائلا:

“في الإعلان القادم، في 2 يناير ، سيقدم بنك إسرائيل تحديثًا للتوقعات الاقتصادية، حيث سيقدم المحافظ توقعًا بأن التضخم ينخفض ​​بشكل طفيف ومن ناحية أخرى نمو أقل”.

مؤكدا على أن التوقعات والمؤشرات ستكون قادرة على تبرير الاعتدال المستمر في رفع أسعار الفائدة إلى 0.25%.

وبالمقارنة مع الفيدرالي الأمريكي، فإن هذه اللهجة تتوافق مع ما جاء به جيروم باول رئيس الفيدرالي في آخر اجتماع.

وذلك حينما قال العديد من المحللين:

“إن لهجة جيروم باول تقوده إلى رفع الفوائد بمقدار 0.50% الشهر القادم، بدلا من 75 التي قام بها اربع مرات ماضية”.

كما قال يوناتان كاتز كبير الاقتصاديين في ليدر كابيتال ماركتس:

“ستكون هناك زيادات أكثر اعتدالًا في أسعار الفائدة في الاجتماعات المقبلة لبنك إسرائيل، نحن نتحدث عن 0.25% في يناير أو فبراير”.

بينما قال مودي شافرير، كبير المحللين الاستراتيجيين في بنك هبوعليم:

“على غرار الاتجاه السائد في أكبر البنوك المركزية في العالم ومع تزايد المخاوف من دخول أكبر اقتصادات العالم في حالة ركود في عام 2023، قرر بنك إسرائيل تعديل مستوى الزيادات في أسعار الفائدة”.

حيث قال:

“قبل قرار سعر الفائدة، افترض سوق سعر الفائدة المحلي احتمالًا مرتفعًا نسبيًا لزيادة سعر الفائدة بنسبة 0.5%، بالإضافة إلى زيادة إضافية بنحو 0.25٪ -0.50٪ في يناير”.

ثم قال أيضا:

“لكن الآن فإن السوق يتوقع رفع الفائدة لتصل إلى 3.50-3.75% خلال الربع الأول من العام القادم”.

أما عن التضخم، فقد قال مناحيم:

“أتوقع أن التضخم السنوي أعلى بالفعل من النطاق المستهدف 1-3% من قبل المركزي الاسرائيلي، والمركزي يدرك ذلك”.

وأضاف قائلا:

“المركزي الاسرائيلي اشار في الاجتماع الماضي إلى تأثر رفع الفوائد على التضخم، واعتقد أنه لن يبالغ في رفعها”.

كما أكد مناحيم على أن ما يحدث حتى الآن يشير إلى أن المركزي الاسرائيلي سيكون أكثر اعتدالا من الفيدرالي في مسألة رفع الفوائد.

حيث قال:

“مرة أخرى ، علينا الانتظار حتى الثاني من يناير لنرى كيف يتعامل الحاكم مع النمو والتضخم في عام 2023”.

ثم ليختتم كلامه قائلا:

“التضخم سيعتدل في الربع الثالث من عام 2023، وسيتم حينها تخفيف رفع الفوائد على الشيكل بشكل ملحوظ”.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية