يا لها من سخرية غريبة في المشهد السياسي الأمريكي؛ فالرئيس الأمريكي الذي وقف أمام الكابيتول بالإصلاح قبل أربعة سنوات، هو نفسه الشخص الذي حرض على التوجه نحو الكابيتول وانتزاع الشرعية من بايدن، فما هو تأثير ترامب على أمريكا وطريقة الحكم خلال السنوات القادمة ؟
لقد كانت هذه الكلمات بداية مقالة مهمة على موقع The economist والتي أكدت على أن مدى الضرر الذي ألحقه ترامب.
حيث وصفت هذه المقالة ترامب بأنه صاحب الأكاذيب الكبيرة، وأنه أكثر الأشخاص الذين تجاهلوا الدستور.
كما أكدت على أن ترامب جعل من أمريكا موضع سخرية من العالم بأسره، وذلك أثناء نقله أحداث اجتياح الكابيتول.
تأثير ترامب على أمريكا وطريقة الحكم وعلى الأحزاب:
أما عن نتائج ذلك الاجتياح على الحزب الجمهوري وبايدن، فيبدو أن أعمال ترامب دفعت الحزب الجمهوري لخسارة قاعدته الشعبوية.
كما تعتبر خسارة الجمهوريين، خسارة له لكل شيء تقريبا، خاصة وأنه لم يشهد مثل هذه الأحداث منذ عام 1892.
وقد أشارت المقالة إلى أن الحزب السياسي الأمريكي المنكسر، فإنه غالبا يعود بشكل أقوى، لتحسين صورته.
وهذا ما فعله الجمهوريون بعد هزيمة “باري جولدووتر” عام 1964، والديموقراطيون بعد خسارة “والتر مونديل” عام 1984.
أما عن الخسارة الشعبوية بالنسبة للحزب الجمهوري، فإنها ازدادت بشكل كبير بعد أحداث الكابيتول، وذلك بعدما بات يُنظر للجمهوريين بأنهم قد تعاونوا مع ترامب في التحريض على أعمال الشغب بنسبة 70%.
وهذا ما سيكسر النظرة العامة للحزب الجمهوري، والذي لطالما تغنى بأنه حزب النظام والدستور.
كما ستختلف النظرة للديموقراطيين اليوم بشكل إيجابي كبير، خاصة بعد تعيين كامالا هاريس ذات العروق السوداء كنائب للرئيس.
إضافة إلى انتخاب جون أوسوف ورافائيل وارنوك كأول أمريكيين من أصل إفريقي في مجلس الشيوخ.
كما أن السيطرة الديموقراطية، ستغير كثيرا من شكل إدارة بايدن، والتي كانت ستقتصر على الأوامر التنفيذية في حال سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ.
أي أنه وبلغة أخرى ستزداد سيطرة بايدن والديموقراطيين على مفاصل الحكم بشكل أكثر قوة من المتوقع.
حيث أننا سنكون أمام حزم تحفيزية أكبر، وعمليات إصلاح للبنية التحتية، ودعم للشركات الصغيرة، وتغيير في التعاطي الأمريكي العالمي.
أما فيما يتعلق بالجمهوريين، فيبدو أنهم سيتخذون صفة المعارضة خلال السنوات القادمة، إضافة إلى قيامهم بالكثير من الأمور لتحسين صورتهم لدى العموم الأمريكي.
وهو ما قد يمثل عقبة أمام بايدن خلال السنوات الأربع القادمة، ويبقى التساؤل الكبير الآن عن مجريات الأحداث القادمة.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية