يبدو أن الرئيس الأمريكي الحالي ترامب في طريقه نحو المحاكمة عن أعمال الشغب الأخيرة التي أدت إلى اجتياح الكابيتول، إلّا أن هناك تقارير تشير بأن ترامب قد يلجأ لأمر لم يستخدمه أي رئيس أمريكي لحماية نفسه من المحاكمة .
وتتعالى الأصوات الآن نحو توجيه اتهامات للرئيس الأمريكي بالتحريض على أعمال العنف التي أدت إلى أعمال شغبٍ أدت إلى قتل أربعة من أنصاره وجرح العديد منهم.
وقد قال “شيرون” المدعي الأمريكي بالإنابة :
“إن وزارة العدل ستدرس توجيه اتهامات جنائية ضد أي شخص لعب دورًا في أعمال الشغب”.
كما أجاب شيرون عند سؤاله عن رأيه فيما إذا كان لترامب دور كبير في إثارة أعمال الشغب التي حدثت:
” نحن ننظر إلى جميع الأطراف، ونبحث في الأدلة عن كل من له دور في تلك الأعمال”.
ويبدو أن موقف ترامب لن يكون بتلك السهولة، خاصة وأن هناك ما لا يقل عن 40 قضية جنائية تم تقديمها حتى الآن.
وقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز بأن مستشار البيت الأبيض بات سيبولوني حذر ترامب من أنه قد يواجه التعرض القانوني لأعمال الشغب بعد تصريحاته وحثه لأنصاره على القيام بتلك المسيرة.
فيما ذكرت صحيفة The Times يوم الخميس بأن ترامب قد يلجأ لأمر لم يستخدمه أي رئيس أمريكي لحماية نفسه من المحاكمة .
وذلك بعدما أخبر ترامبُ مستشاريه منذ يوم الانتخابات بأنه يفكر بالعفو عن نفسه عن أية جرائم، وسألهم عما إذا كان ينبغي أن يفعل ذلك.
أما عن فكرة توجيه ترامب لأنصاره نحو الكابيتول، فقد كانت محاولة بائسة لتعطيل فرز الأصوات وإقرار فوز بايدن وفقا للدستور.
ويبدو أن مشاكل ترامب ستزداد صعوبة، بل قد يتعرض وفقا للقانون، لملاحقات ومشاكل قضائية كبيرة.
خاصة بعد تصريحاته الخطيرة في المسيرة، وحصه لأنصاره قائلا:
“سنضطر إلى القتال بقوة أكبر.”
إلى جانب محاولاته تعطيل الفرز، وذلك حينما نادى نائبه “مايك بنس” ودعاه للخروج وتعطيل فوز بايدن مرات عديدة.
وهو الأمر الذي أكد بنس على عدم قدرته على القيام به عبر ثلاث ورقات طويلة في اليوم السابق للمسيرة.
فيما قد يزداد موقف ترامب صعوبة مع تلك الاتهامات، خاصة مع إشاراته العديدة باجتياح الكابيتول، حينما قال لأنصاره:
“يجب السير إلى مبنى الكابيتول”
كما قد يزداد موقف ترامب تعقيدا، وذلك بعدما قال محاميه الشخصي “رودي جولياني”:
“دعونا نحاكم عن طريق القتال لتسوية مزاعم تزوير الانتخابات”
وحتى مساء اليوم الخميس فإن هناك 55 قضية جنائية تم رفعها ضد ترامب، بينها 15 قضية فيدرالية وفقا لتصريحات شيرون.
وقد أكد شيرون بأنها ليست نهاية حقبة ترامب، بل بداية لمحاسبته على جميع أعماله.
كما ختم قائلا:
“سنجري التحقيقيات مع أفراد من شرطة الكابيتول، لمعرفة كيفية اختراق الكابيتول بتلك السهولة، وسنحاكم من ستثبت عليه تهمة التواطؤ حتما”.
فيما أكد الخبراء على أن طلب ترامب العفو عن نفسه قبل أيام ستعتبر سابقة خطيرة، حيث لم يقم بذلك أي رئيس أمريكي.
ولكنهم أكدوا على أن العفو الرئاسي الذي طلبه ترامب له ولعائلته، لن يحميه أبدا من الاتهامات التي طالته بُعيد اجتياح الكابيتول.
وأكدوا على أن العفو الرئاسي ينطبق فقط على القانون الاتحادي، وأنه لا يوفر أي حماية ضد جرائم الدولة.
كما وجد فريقٌ في محاولة ترامب العفو عن نفسه مع عائلته تأكيد واعترافا منه على القيام بالعديد من المخالفات خلال فترة رئاسته، منها وعوده المتكررة لتعطيل نقل السلطة لبايدن، وما سبقها من اتهامات مالية وشبهات في حقيقة وصوله إلى السلطة.
وقد أكدو أن موقفه سيزداد صعوبة بعد خروجه من البيت الأبيض في العشرين من الشهر الجاري.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية