احدث توقعات تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي نهاية الاسبوع

تنتظر العديد من الجهات تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول هذا الاسبوع في مؤتمر البنوك المركزية في وايومنغ فيما يعرف بمؤتمر جاكسون هول، وذلك للخروج بتلميحات حول القادم من الأحداث والقرارات، وتحديدا فيما يتعلق بالسياسة النقدية.

وقد يكون أول ما يمكن التنبؤ فيه، أنه لا يمتلك مسؤول محدد فكرة عما ستجلبه الشهر القادمة القليلة من قرارات.

حيث كان باول قد قال في 27 يوليو بعد نهاية اجتماع السياسة الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي:

“إنه من الصعب للغاية أن نقول بأي ثقة، ما الذي سيفعله الاقتصاد في ستة أو 12 شهرًا، فهذه ليست أوقاتا عادية”.

ومن المقرر أن يتحدث باول صباح الجمعة في مؤتمر جاكسون هول السنوي للأبحاث الذي يعقده بنك الاحتياطي الفيدرالي في مدينة كانساس في نزل حديقة وطنية خارج جاكسون في ولاية غرب الولايات المتحدة.

ويُعد هذا التجمع أحد أهم الأحداث بالنسبة للبنوك المركزية العالمية، حيث يقوم المسؤولون العالميون على البنوك المركزية بالتنزه والاستماع إلى العروض التقديمية حول الأبحاث الجديدة، والتنزه في جبال Grand Teton وصيد أسماك السلمون المرقط.

كما يوفر التجمع أيضًا فرصة لجذب الانتباه إلى تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي أو صانعي السياسة الآخرين لضبط رسائلهم.

حيث يتوقع الجميع أن يركز رئيس الفيدرالي بشكل مباشر على معركته في مكافحة التضخم من خلال رفع الفوائد، مع الانتباه لإشارة ما عن مدى التزام الاحتياطي بخوض غمار المعركة لهزيمة التضخم الأعلى منذ اربعين عاما.

بينما سيركز البعض الآخر وتحديدا المستثمرون في الأسواق المالية، على أي تصريح يشير إلى أن الفيدرالي سيتراجع عن هذا التشدد.

وقد استبعدت “سيماه شاه” كبيرة المحللين الاستراتيجيين في برينسيبال جلوبال انفستورز فكرة تراجع الاحتياطي عن رفع الفوائد.

حيث قالت:

“سيكون التضخم أكبر أولويات الفيدرالي، ولا أعتقد أنهم على وشك التوقف استجابة لضعف النمو او الخوف من ركود”.

وبالعودة إلى تصريحات العديد من رؤوساء البنوك الفيدرالية الأمريكية، فإنه يلاحظ مدى تمسكهم برفع الفوائد.

حيث قال هوارد شنايدر في مقالته عبر رويترز، والتي تعد المقالة الحالية ترجمة كاملة لها:

“لقد استخدم بعض رؤوساء البنوك الاقليمية في الاحتياطي الفيدرالي عبارات مثل “ارفع وتمسك” لوصف استراتيجية رفع اسعار الفائدة، حيث لا يكون للتخفيضات مكان”.

وهو ما يشير إلى ثابت دعا إلى استمرار زيادات كبيرة في الأسعار مثل الارتفاعات المتتالية بمقدار 75 نقطة أساس التي تم تسليمها في يونيو ويوليو.

وهذا الأمر فإنه يشير إلى مخاطر خاصة لمستثمري الأسهم الذين دفعوا أسعار الأسهم للأعلى وتحديدا منذ شهر يوليو.

حيث أن الاندفاع في رفع الفوائد سيجلب نتيجة يدركها الجميع، متمثلة بالركود الاقتصادي الذي يبدو أنه مقبولا على خلاف التضخم.

وقد كتب بوب ميللر ، رئيس الدخل الثابت الأساسي للأمريكتين في بلاك روك ، الأسبوع الماضي:

“ما زلنا في خضم اغلاق اقتصادي معقد في بعض المناطق من حول العالم، وهناك صدمات عرض وطلب في اقتصاد يعيش اتجاهات متضاربة”.

إلا أنه وبغض النظر عن التوقعات السابقة، فإن قراءة القادم أصبحت أكثر صعوبة، وتحديدا في ظل المؤشرات والبيانات المتضاربة.

وحتى الآن فإن البنوك المركزية وعلى رأسهم الفيدرالي ما زالوا يعملون على جانب واحد من مشكلة التضخم.

حيث أن البنوك تعمل على جانب تخفيض القدرة الشرائية بالنسبة للجميع، وذلك من خلال سحب الأموال برفع الفوائد.

ولكن المعضلة ما زالت متمثلة في جانب العرض (الامدادات من مختلف السلع) وذلك بفعل الاغلاقات واستمرار الحرب والصراعات السياسية.

وبناء على ذلك فإن المشكلة ستنتقل فيما بعد من التضخم والقضاء عليه، إلى ضرورة حل مشكلة الركود الاقتصادي.

وذلك بما يشتمل عليه الركود من بطالة وتراجع في الاستثمار وتدهور في اوضاع الأسواق الاقتصادية بمختلف أشكالها.

وهو ما دفع توماس باركين رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند للحديث قائلا:

“هناك طريق للسيطرة على التضخم ، لكن الركود … قد يحدث في هذه العملية، وبذلك فنحن اليوم غير متوازنين.”

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية