توقعات رفع اسعار الفائدة بنصف نقطة! هل سيشهد الدولار نهج الصدمة والرعب ؟

خرجت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية يوم الاربعاء بمحضر اجتماعها، والذي أشارت إلى العديد من الأمور حول تشديد السياسة النقدية، وهو ما تناولناه في قراءة توضيحية سابقة، إلا أن توقعات رفع اسعار الفائدة قد تتجه إلى مستوى قياسي لم يحدث منذ أكثر من عشرين عاما، وهو مقدار نصف نقطة كاملة، وهو ما يُمكن أن نسميه بنهج الصدمة والرعب لمواجهة التضخم المستمر وفقا لما جاء على صفحات بلومبيرغ.


قد تضطر الظروف الاقتصادية الأمريكية أسعار الفائدة إلى الارتفاع بنصف نقطة كاملة، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ عام 2000.

حيث تشير التأكيدات على بدأ رفع أسعار الفائدة بربع نقطة أساس، لتكون أول عملية رفع منذ عام 2018.

ولكن تصميم جيروم باول، رئيس الفيدرالي، على مكافحة التضخم يمكن أن يدفعه إلى اتخاذ خطوات أكثر جرأة إذا اتخذ التضخم مسارا حادا.

وقد قال ستيفن ستانلي ، كبير الاقتصاديين في Amherst Pierpont Securities:

“حديثنا عن رفع الفائدة بمقدار نصف نقطة (50 نقطة أساس) الشهر القادم، هو أمر مبالغ فيه؛ حيث سيكون الفيدرالي حذرا في بداية دورة الارتفاع”.

بينما أكد على احتمالية كبيرة لاتخاذ الفيدرالي خطوات أكثر صرامة، إذا ما فرض التضخم معطيات اقتصادية صعبة.

كما وقد أشارت مجموعة Nomura Holdings، وهي مجموعة مالية يابانية، إلى توقع مخالف.

حيث رأت امكانية ارتفاع الفائدة بنصف نقطة كاملة، من خلال قراءتها لمحضر اللجنة الصادر يوم الأربعاء الماضي.

فقد وجدت نومورا أن اللجنة تركت الباب مفتوحا للمضي قدما بكل الخطوات اللازمة لمكافحة ارتفاع الأسعار، ودعم سوق العمل.

وستكون الأسواق على موعد مع محضر الفيدرالي أيام 15-16 آذار القادم، لتقرر مقدار الفائدة القادم.

وقد قال روبرت دينت المحلل في نومورا:

“نعم إن رفع أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة كاملة، سيشكل صدمة ورهبة للجميع”.

ولكن روبرت تحدث عن اضطرار الفيدرالي لاتخاذ كافة الوسائل لحماية شعور الأمريكيين من فقد الثقة بمحاربة التضخم.

بينما قال إيثان هاريس، رئيس أبحاث الاقتصاد العالمي في بنك أوف أمريكا كورب:

“لمكافحة التضخم الأعلى منذ عام 1982، فإنه قد يتوجب عليك اتخاذ كافة الخطوات، وقد يكون رفع اسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة أمرا مطروحا على الطاولة بسهولة”.

أما عن رأي جيروم باول نفسه، فقد أجاب عند سؤاله عند امكانية التحرك بمقدار نصف نقطة قائلا:

“إن الولايات المتحدة تواجه وضعا اقتصاديا استثنائيا يحتاج أمورا مختلفة واستثنائية”.

كما أضاف قائلا:

“فيما يتعلق بالتحرك بمقدار نصف نقطة كاملة، فإننا لم نعالج هذا الأمر، وسنبدأ في معالجتها في الاجتماع القادم”.

في النتيجة، 

على الرغم من محضر لجنة السوق المفتوحة الماضي، والذي رأى الابقاء على سعر الفائدة ضمن 0-0.25%، إلا أن المعطيات القادمة قد تزيد من حجم توقعات رفع اسعار الفائدة بنحو نصف نقطة كاملة.

وهو الأمر الذي لم ينفه رئيس الفيدرالي الأمريكي في إجاباته الصحفية، رغم حرص الفيدرالي على التدرج البطيء في رفع أسعار الفائدة.

وهو الأمر الذي تراه العديد من المؤسسات المالية أمرا قابلا للنقاش الشهر القادم.

إلا أنه وبغض النظر عن التحليلات والتوقعات، فإن متابعتنا للبيانات القادمة واستقراءها يمكن أن تعطي مؤشرا للمقدار القادم.

حيث أن استمرار ارتفاع التضخم، وانخفاض بعض المؤشرات الاقتصادية، ستكون محفزا قويا نحو نصف نقطة ارتفاع.

وبغض النظر عن المقدار، فإننا يجب أن ندرك بأننا سنكون أمام فترات لرفع أسعار الفائدة، وهو ما سيكون داعما قويا لسعر صرف الدولار.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية