تتجه توقعات رفع سعر الفائدة على الدولار إلى زيادة بمقدار نصف نقطة مئوية في اجتماع الاحتياطي خلال الشهر القادم.
حيث راهن المتداولون يوم الجمعة على أن المركزي الأمريكي سيصبح أكثر شراسة في الأشهر القادمة فيما يتعلق بمسألة سعر الفائدة على الدولار لمواجهة التضخم الشرس.
إلا أن أحد صناع السياسة الفيدراليين تراجعت عن موقفها المتعلق برفع أسعار الفائدة بشكل سريع والاكتفاء بالمنهجية والعقلانية في الزيادة.
فقد قالت لوريتا ميستر، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند لشبكة CNBC وفقا لوكالة رويترز:
“لسنا بحاجة إلى الإفراط في الزيادة لهذه المرحلة، فيمكننا رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس لهذا العام”.
وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي يتحدث فيه التجار والمتعاملون عن زيادتين ضخمتين بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماعات يونيو ويوليو.
وتعتبر لوريتا ميستر أحد صناع السياسة الأكثر تشددا في بنك الاحتياطي الفيدرالي ومؤيدة لاستخدام ارتفاعات بنصف نقطة لمواجهة التضخم.
إلا أنها قالت:
“دعونا نكون على هذا المسار المنهجي وليس العدواني المفرط”.
وبررت ميستر حديثها هذا، بأن الارتفاعات لا بد من أن تكون منهجية وهادئة حتى لا تقع الأسواق المالية الأمريكية بشكل دراماتيكي.
حيث هبطت مؤشرات الأسواق المالية الأمريكية بمئات النقاط يوم الجمعة بعد ساعات من حديث جيروم باول يوم الخميس.
وذلك بعدما أعطى جيروم باول إشارة شبه مؤكدة للتوجه نحو زيادة بنصف نقطة مئوية قادمة.
توقعات رفع سعر الفائدة على الدولار خلال الشهور القادمة:
عززت إشارة باول رهانات التجار على ارتفاع تكاليف الاقتراض قصير الأجل إلى نطاق 0.75٪ -1٪ في اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في 3-4 مايو.
بينما وضعتهم عند رهانات أعلى في يونيو ويوليو القادمين.
وقد ارتفعت احتمالات رفع أسعار الفائدة بعد إغلاق يوم السوق المالي يوم الجمعة.
حيث ارتفعت بنسبة 80% لزيادة أخرى بنسبة 1.5% في معدل الفائدة، لتصل إلى 2-2.25% حتى اجتماعات 26-27 يوليو القادم.
بينما وصفت كبيرة الاقتصاديين في جيفريز أنيتا ماركوسكا ما سيحدث بأنه ارتفاع عدواني، حيث قالت يوم الجمعة:
“أتوقع أن يستخدم بنك الاحتياطي الفيدرالي سلسلة من الارتفاعات بنصف نقطة للحصول على أسعار الفائدة إلى مستوى 2.25٪ -2.5٪ بحلول سبتمبر”.
فيما قال محللو Nomura Research :
“نرى أن الاحتياطي الفيدرالي يحقق زيادات قدرها 0.75% في كل من اجتماعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي في يونيو ويوليو”.
كما أكدوا على أن رهانات السوق يمكن أن تساعد في ترسيخ هذه النتيجة الفعلية.
أما رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو تشارلز إيفانز هذا الأسبوع فقد تبنوا فكرة رفع نصف نقطة في مايو ورفع أسعار الفائدة إلى مستوى “محايد” من قبل نهاية السنة.
وتبذل كل هذه الجهود الآن لمحاولة التعامل مع التضخم المرتفع بنسبة 8.5% الأعلى بكثير من المعدل المستهدف المتمثل بنسبة %.
إلا ان صناع السياسة يجدون أن نسبة 2.25-2.5% تعتبر نسبة معقولة ومحايدة للتعامل مع التضخم.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية