البنوك تشير إلى توقعات قرار الفيدرالي الأمريكي والدولار امام ثلاثة احتمالات

تحدث بنك مورغان ستانلي عن توقعات قرار الفيدرالي الأمريكي والذي رأى أن الفيدرالي سيميل إلى التسريع في انهاء تشديد سياسته النقدية، وأن ذلك سينعكس إيجابا على الأسواق المالية الأمريكي، وبالتالي حدوث انخفاض في قيمة الدولار.

حيث قال فريق بقيادة كبير مسؤولي الاستثمار بالبنك “مايك ويلسون” في مذكرة بحثية عشية يوم الاثنين:

“إن العديد من مؤشرات السوق بما في ذلك الانعكاس الأخير لمنحنيات عائد الخزانة الأمريكية لمدة 3 أشهر و 10 سنوات تدعم فكرة أن الفيدرالي سيعلن عن اقتراب تشديد سياسته النقدية”.

كما قال ويلسون في مذكرته:

“قد يصل مؤشر S&P 500 إلى مستويات 4150 نقطة، أي بارتفاع نسبته 6.4% من اغلاق يوم الجمعة”.

وحتى الآن فقد رفع الفيدرالي الفائدة بمقدار 75 نقطة ثلاث مرات متتالية لخفض التضخم الذي كان قد وصل إلى 9.1% قبل أن ينخفض إلى 8.2% حاليا.

ومن المقرر أن يعلن الفيدرالي عن قرار آخر بشأن سعر الفائدة مساء يوم الاربعاء في الساعة 9:30 بتوقيت القدس.

وسيكون لهذا الاجتماع تأثير كبير على الأسواق بشكل عام، في حالة أية إشارة من الفيدرالي على بدايته تخفيف سياسته النقدية.

حيث أشار ويسلون عن توقعات قرار الفيدرالي الأمريكي ورأى أن الفيدرالي سيعطي إشارات على ذلك.

وقال في المذكرة:

“إنه اجتماع مهم لاستمرار الارتفاع في الاسواق المالية أو إيقافها مؤقتا، أو إنهائها بشكل كامل”.

ولكن ويلسون رجَّحَ أن يواصل السوق المالي الارتفاع نظرا لرؤيته الاشارات شبه الأكيدة على اقتراب نهاية رفع الفوائد.

وقد يكون التفاؤل الذي أبداه ويلسون مفاجئا لعموم المستثمرين نظرا لانخفاض اسعار اسهم شركات كبيرة مثل ميتتا وامازون والفابيت.

ولكن ويسلون برر تفاؤله قائلا:

“إن المؤشرات القياسية قد أنهت الأسبوع الماضي في المنطقة الخضراء، على الرغم من عمليات البيع المكثفة للتكنولوجيا الكبرى”.

كما قال أيضا:

“هذه إشارة فنية قوية على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سينهي سلسلة ارتفاعات أسعار الفائدة قريبا”.

أما الاستراتيجيون في البنك فقد قالوا:

“نعم اقترب الفيدرالي من نهاية حملته المشددة وهو أمر نعتقد أنه يقترب بشدة”.

بينما رأى مكتب البيع والشراء التابع لشركة جي بي مورغان أن الآمال في أن يقوم الفيدرالي تخفيف سياسته هي الدافع الأساسي لتحسن الأسواق المالية الاسبوع الماضي.

وقال أيضا:

“إذا أبدى جيروم باول نيته تحمل التضخم المرتفع، فإن الأسهم سترتفع بما لا يقل عن 10%”.

وتبقى كل الاحتمالات امام الفيدرالي قائمة، على النحو الآتي:

  • فإما أن يقوم بالاستمرار في رفع الفوائد حتى يتأكد من انخفاض التضخم بشكل فعلي ومستمر، وهذا سيدعم المزيد من ارتفاعات الدولار.

  • أو أن يقوم بالتوقف مؤقتا عن رفع الفوائد لدراسة تأثير  نسبة 4% من الفوائد على التضخم، وهنا سنكون أمام خيارين:

أولا. تحقيق النجاح؛ وبذلك  فإنه سيعلن عن استمرار التوقف للتأكد من انخفاض التضخم إلى تلك المستويات المطلوبة (2%)، وهذا سيخفض من قيمة الدولار مباشرة.

ثانيا. أما في حالة فشل 4% في تخفيض التضخم كما يأمله الفيدرالي، فإن العودة لرفع الفوائد ستكون كبيرة، وهو ما حدث في عهد سلفه فولكر عام 1980، ووفقا لهذا السيناريو فإن الارتفاع للدولار سيكون صاروخيا على غرار ما حدث بين الأعوام 1982-1985، والذي دعا أكبر خمسة اقتصاديات في العالم لعقد مؤتمر بلازا لتخفيض قيمة الدولار بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.

المصادر التي تم الاعتماد عليها في كتابة هذه المقالة هي:

Morgan Stanley’s Mike Wilson says the Fed will pivot from interest rate hikes ‘sooner rather than later’ to help stocks rally by his predicted 6%

JPMorgan Says Dovish Fed Could Spark 10% S&P Rally

كيف تعامل رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مع الركود التضخمي عام 1979

 

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية