رويترز: يعتبر العديد من المحللين أن حركة الدولار الأمريكي أصبحت لغزا محيرا وسط الكثير من البيانات الاقتصادية والأحداث في مختلف الميادين.
حيث صعد الدولار إلى أعلى مستوى في أكثر من أسبوع مقابل الين يوم الأربعاء، مدعوما بارتفاع عوائد سندات الخزانة وسط آمال في انتعاش قوي في النمو الصيني مع انحسار قيود كورونا.
بينما تأتي أخبار وتوقعات الركود كداعم للدولار الأمريكي بصفته ملاذا آمنا أيضا.
حركة الدولار الأمريكي باتت محيرة وسط أخبار الصين والركود الاقتصادي المحتمل!
لقد كانت أخبار الصين تتيح لأسواق الأسهم أخبارا إيجابية، إلا أنها باتت جيدة للدولار الأمريكي، بفعل ارتفاع العوائد على السندات 10 سنوات.
أما الين الياباني فيتعرض الآن لمزيد من الضغط بعدما كان قد ارتفع بشكل لافت الاسبوع الماضي بفعل تحركات المركزي الياباني.
فبينا راهنت الأسواق على أن المركزي الياباني سيتجه عما قريب لتشديد سياسته النقدية ورفع الفوائد على الين، تبين للأسواق خطؤها.
حيث وجدت الأسواق (والتي أخطأت كثيرا هذا العام)، أن المركزي الياباني ما زال متمسكا بالتحفيز والفوائد السالبة أيضا على المدى الطويل.
وقد ارتفع الدولار بنسبة 0.5% إلى 134.07 ينا في التعاملات الآسيوية.
بعد أن أظهر ملخص للآراء في اجتماع للمركزي الياباني، صدر يوم الأربعاء، أن صناع السياسة يدعمون استمرار السياسة التيسيرية للغاية.
وارتفعت العوائد على السندات، فيما استقر الدولار الأمريكي عند مستوياته الجيدة.
وهما إشارتان من عدد من الإشارات التي تجعل من حركة الدولار الأمريكي لغزا في الوقت الحالي.
فعلى الصعيد الصيني، فإن الأسواق ما زالت تتأمل وتنتظر بقلق بشأن إعادة فتح الصين لأبوابها.
خاصة مع إعلانها الغاء قاعدة الحجر الصحي على القادمين لها بداية العام القادم، في إشارة لاحتمالية التخلص من سياسة صفر إصابة.
حيث قال أوسامو تاكاشيما، رئيس إستراتيجية العملات الأجنبية G10 في سيتي جروب جلوبال ماركتس اليابان:
“لقد أكدت بشكل أساسي أن مفاجأة بنك اليابان الأسبوع الماضي كانت مفاجأة لمرة واحدة”
كما أشار تاكشيما أن الدولار سيرتفع ليلامس 130 ينا في النصف الثاني من هذا العام.
وأضاف قائلا:
“الآن، تتوقع السوق انتعاشًا قويًا في الاقتصاد الصيني، وهو ما أدى إلى رفع الآمال وانتعاش العوائد على السندات بشكل كبير، مما أنعش الدولار أيضا”.
وقد ارتفع مؤشر الدولار قليلا ليلامس 104 نقاط قبل أن يعود للانخفاض عند مستويات أدنى من ذلك مع قابلة للتأرجح عند مستويات أعلى.
كما أن الدولار ما زال يتمسك بمستوياته الجيدة، بسبب المخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي لدى الولايات المتحدة بسبب التمسك بالفوائد المرتفعة.
وقد قال بارت واكباياشي ، مدير فرع في شارع ستيت ستريت في طوكيو:
“الدولار في وضع مثير للغاية”.
وقال أيضا:
“إذا كان لدينا ركود أمريكي ، فسيتعين على بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة ، ومن الواضح أنك سترغب في بيع الدولار”.
وأضاف:
“في الوقت نفسه، إذا كان هناك ركود عالمي، فإن الناس سيشترون الدولار كملاذ”.
لذا فإنه ومن وجهة نظر واكباياشي فإن الدولار يواجه بعض اللغز، لينصح قائلا:
“عليك أن تكون حذرًا حقًا بشأن العملة التي تشتريها أو تبيعها مقابلها”
أما اليورو فإنه أيضا ما زال يشهد انتعاشا بعدما فقد التعادل مع الدولار في وقت ما خلال هذا العام المثير للدهشة.
حيث أكدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد أن رفع أسعار الفائدة يجب أن يستمر.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية