لقد أجرى الرئيس المنتخب جو بايدن عددا من الاختيارات البناءة لمجلس وزرائه، بما في ذلك ثلاثة من رؤساء البلديات لشغل مناصب وزارية تحت قيادته، إلّا أن الاختيار الأميز سيتمثل في اختياره للشخص الذي سيتولى منصب وزير التجارة.
حيث يعتبر اختيار بايدن لرؤوساء البلديات، عودة من قبل أمريكا إلى الاهتمام بمدى فاعلية رؤوساء البلديات في إحراز التقدم الاقتصادي.
وقد قام بايدن حتى الآن باختيار المرشحين التالية أسمائهم:
-
مارتي والش لشغل منصب وزير العمل.
-
السيدة مارسيا فودج لمنصب وزير الإسكان والتنمية الحضرية.
-
والسياسي الشاب صاحب ال39 عاما فقط “بيت بوتيجيج” لتولي منصب وزير النقل.
أما عن الاختيار الأبرز لبايدن فإنه سيتمحور حول جينا ريموندو صاحبة الخمسين عاما كوزيرة للتجارة، والذي يُعتقد بأنه سيكون واحدا من أهم الأمور لمستقبل الاقتصاد الأمريكي ودولاره المُنهك.
وعلى الرغم من أن منصب وزير التجارة لا يحظى بمكانة بارزة في مجلس الوزراء، إلا أنه من أهم الوظائف الاقتصادية في واشنطن.
حيث تمارس وزارة التجارة تأثيرًا كبيرًا، من خلال القيام بالأمور التالية:
-
سنّ مجموعة من السياسات الاقتصادية الفيدرالية، مع نطاق واسع يتجاوز حتى نطاق الخزانة.
-
توجيه الموارد الفيدرالية في قضايا تتراوح بين التجارة الخارجية والتنمية الصناعية والابتكار التكنولوجي وتغير المناخ.
ونحن هنا نتحدث عن شخصية بارزة؛ حيث تعتبر ريموندو أول امرأة تستلم منصب حاكم رود آيلاند منذ عام 2015.
إضافة إلى استلامها منصب الأمين العام للخزانة في رود آيلاند بين الأعوام 2011-2015.
كما ينظر لها المحللون بعين المتفائل، وذلك نظرا لما تمتلكه من خبرة في القطاعين العام والخاص.
إلى جانب رؤيتها للاقتصاد المزدهر المتوافق مع التشريعات والنهج الأمريكيين التقليديين.
وقد ارتكز المحللون إلى نظرتهم تلك على نجاح هذه المرأة في قيادة رود آيلاند، بناء على استراتيجية ثلاثية الأجزاء، تقوم على التوافق بين:
-
الرقابة المالية
-
الإنفاق على التعليم والبنية التحتية.
-
والجهود الدؤوبة لجذب الاستثمار الخاص.
إلى جانب ما قامت به من قيادة بشكل ناجح، في ظل الظروف الصعبة المتمثلة في إعادة هيكلة نظام المعاشات التقاعدية.
كما أننا أمام شخصية قيادية ذات نظرة متحدية، وذلك حينما قامت باتخاذ قرارات صعبة وعادلة في موقفها بين العمال ودافعي الضرائب.
وهو ما مكّن هذه المرأة من جلب العشرات من أصحاب العمل الكبار إلى ولاية رود أيلاند، وخلق آلاف الوظائف ذات الأجور المرتفعة.
إن قيام بايدن بتلك الاختيارات، يٌعبّر عن إدارة براغماتية مؤيدة للطريقة المؤسساتية التي تقوم عليها الولايات المتحدة.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية