رويترز: قال مسؤولان في مجلس الاحتياطي الاتحادي يوم الخميس إن من المرجح أن يرفع البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة أكثر مما فعل في وقت سابق هذا الشهر وحذرا من أن الزيادات الإضافية في تكاليف الاقتراض ضرورية لخفض التضخم إلى المستويات المنشودة، وهو ما يعد بمثابة رفع توقعات اسعار الفائدة على الدولار بشكل أكبر وأكثر حزما من ذي قبل.
وقبل الدخول في التفاصيل؛
فإنه وبالنتيجة المباشرة والبسيطة، فإن كل عملية رفع للفائدة ستغذي ارتفاعات الدولار، وستلحق الأذى بأسواق الأسهم.
التفاصيل: رفع توقعات اسعار الفائدة على الدولار رسميا!
حيث قالت لوريتا ميستر ، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند ، في خطاب افتراضي أمام مؤتمر مركز الاعتماد المتبادل العالمي:
“نعم نحن في مرحلة الانتقال من مرحلة متشددة للغاية إلى تقييدية، ولكنني اعتقد أن لدينا المزيد من العمل لدينا”.
كما قالت:
“البيانات الواردة لم تغير وجهة نظري بأننا بحاجة إلى رفع الفوائد بأعلى من 5% والاحتفاظ بها لبعض الوقت”.
وقد كان الفيدرالي قد اجتماع في نهاية الشهر الأول وبداية فبراير الحالي وقاموا برفع الفوائد إلى 4.75%.
ولكن السوق المالي المتمثل بالأسهم والمتفائلين، تمسكوا بتفاؤلهم المفرط للغاية، وقالوا إن رحلة تشديد السياسة النقدية شارفت على الانتهاء.
ولكن وبعد هذا الاجتماع كان المستثمرون يصطدمون شيئا فشيئا بحقيقة البيانات الاقتصادية القوية.
حيث بيانات وظائف قوية تدعم فكرة أن السوق ما زال قويا وقادرا على دفع المرتبات والمعاشات لتمويل التضخم.
كما جاءت بيانات عديدة تشير إلى ان الاقتصاد الأمريكي نفسه قادر على تحمل المزيد من رفع الفوائد، بعد قراءة الناتج المحلي الاجمالي.
ثم ختمها هذا الاسبوع بالعديد من البيانات واهمها التضخم الذي أثبت أنه ما زال عنيدا.
وقد قالت ميستر ، التي ليس لديها تصويت في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة التي تضع السياسة هذا العام :
“أعتقدت اننا لن نكمل في طريق التشديد، قبل صدور بيانات التوظيف والتضخم”
كما أضافت قائلة:
“الآن أنا أرى حجة اقتصادية مقنعة لزيادة 50 نقطة أساس”.
كما اتفق مع ميستر عضو الفيدرالي في سانت لويس جيمس بولارد، حينما قال:
“كنت من المدافعين عن رفع بمقدار 50 نقطة أساسية وقلت إننا يجب أن نصل إلى مستوى المعدلات التي تعتبرها اللجنة مقيدة بما فيه الكفاية بأسرع ما يمكن”.
ويعد كل من ميستر وبولارد في الجانب الاكثر تشددا في نقاش السياسة النقدية.
حيث دعا بولارد إلى تخفيض حزم الانقاذ من الجائحة العام الماضي.
بينما قالت ميستر للصحفيين بعد تصريحاتها:
“لست مستعدة لتوضيح حجم رفع سعر الفائدة الذي يجب أن يقدمه البنك المركزي في اجتماعه في 21-22 مارس”.
ومع ذلك تتطلع أسواق العقود الآجلة حاليًا إلى زيادة ربع نقطة مئوية أخرى في 22 مارس وهي منقسمة بشأن ما إذا كان سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية سيصل إلى نطاق 5.00٪ -5.25٪ أو 5.25٪ -5.50٪ بحلول يونيو.
حيث كان الفيدراليون قاموا بتحديد نقطة توقف بنسبة 5.1% لهذا العام.
ولكن الآن من المقرر أن يصدر البنك المركزي توقعاته المحدثة في اجتماع الشهر المقبل ، وسط توقعات بأن السعر المتوقع سيرتفع إلى مستوى أعلى.
كما قال جون ويليامز رئيس بنك الفيدرالي في نيويورك، وهو نائب رئيس اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة:
“يبدو من المعقول بالنسبة له أن يكون معدل الأموال الفيدرالية بين 5.00٪ و 5.50٪ بنهاية هذا العام”.
بينما قال بعض المسؤولين الآخرين في الاحتياطي الفيدرالي مؤخرًا إنهم مرتاحون لارتفاعات أقل في أسعار الفائدة بينما يتقدمون نحو نقطة توقف غير مؤكدة لحملة المشي لمسافات طويلة.
لكن البعض قال أيضًا إنه من الممكن أن يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة أكثر والاحتفاظ بها لفترة أطول إذا لم يبدأ التضخم في التحرك بشكل هادف نحو الهدف.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية