تعرض سعر الدولار الأمريكي للانخفاض منذ ان قام الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة كما كان متوقعاً منذ بداية العام الحالي، وتحديدا بعد اندلاع الأعمال الروسية في الأراضي الأوكرانية، وهو الأمر الذي دفع الشيكل للارتفاع على غير المعتاد، وذلك بسبب الإشارات الإيجابية التي عرضتها لجنة السوق المفتوحة الفيدرالي، مما مهد لأسواق المال الارتفاع، ومن ثم قيام المستثمرين المؤسساتيين في اسرائيل إلى الإقبال على الشيكل للتحوط وهو ما رفع من سعره على غير المعتاد، إلا أن الفيدرالي الأمريكي قام في مساء يوم الاثنين بالإدلاء بتصريح مهم يجب الوقوف عنده وتحليله لمعرفة اثره على سعر الدولار الأمريكي .
حيث تعهد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول باتخاذ إجراءات صارمة بشأن التضخم الذي يشكل خطرا على اقتصاد أمريكا.
“سوق العمل قوي للغاية، ولكن التضخم مرتفع للغاية أيضا”.
ويأتي هذا التصريح بعد أقل من أسبوع من رفع الفائدة بربع نقطة مئوية لأول مرة منذ ثلاث سنوات.
وهي الزيادة التي جاءت وفقا لأغلب التوقعات، فلم تمثل هذه الزيادة أمراً جديدا، فانخفض سعر الدولار نظرا للاقبال على الشيكل كما ذكرنا في المقدمة.
كما انخفض سعر الدولار أيضا بسبب المراكز التي تم تكوينها لمقابلة الزيادة البسيطة على أسعار الفائدة بربع نقطة.
وما أن تم الإعلان عن هذه الزيادة، حتى انتهى تأثيرها على الدولار الذي كان قد أعاده إلى 3.30 شيكل للدولار الواحد.
وقد تم اتخاذ قرار رفع أسعار الفائدة بربع نقطة مئوية بالإجماع باستثناء صوت واحد، وهو صوت محافظ البنك الفيدرالي في سانت لويس السيناتور جيمس بولارد.
والذي قال إن ربع نقطة مئوية ليست كافية لمقابلة التضخم المرتفع أساسا، ودعا إلى نصف نقطة لوصول الفائدة إلى 3%.
ويبدو بأن هذا الصوت المعارض لبولارد، لم يكن صوتا عابراً؛ حيث قال رئيس الفيدرالي الأمريكي بالأمس:
“رفع أسعار الفائدة سيستمر حتى يصبح التضخم تحت السيطرة”.
كما وأضاف قائلا:
“الزيادات قد تكون أعلى من ربع نقطة إذا لزم الأمر”.
بينما أكد على زيادة التشديد في السياسة النقدية إلى ما هو أبعد من الإجراءات الشائعة والتقليدية.
في النتيجة؛
فإن تصريح جيروم باول حيال سعر الفائدة، قد يدفع سعر الدولار الأمريكي وتحديدا على الشيكل إلى الارتفاع.
ونحن نتحدث عن اجتماع مايو القادم، والذي يحمل احتمالية كبيرة لرفع اسعار الفائدة بنصف نقطة أساس، لتكون المرة الأولى التي تحدث بعد عام 2002.
وهو الأمر الذي قد يدفع صناع السوق إلى البدء في تكوين مراكز أعلى بناء على هذه الزيادة الجديدة، وهو ما قد يدفع الدولار للارتفاع كمحاكاة لما جرى قبل الاجتماع الفيدرالي الأخير.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية