هذا ما يجب أن يحدث! لينخفض سعر الفائدة الفيدرالية وينخفض معها الدولار

على الرغم من تراجع ثلاثة من كبار البنوك المركزية الرئيسية في العالم (الأوروبي والكندي والسويسري) عن مسألة التمسك بالفوائد المرتفعة، وانطلاقهم في رحلة تخفيض الفوائد بعد ارتياح نوعي إزاء التضخم لدى بلدان تلك البنوك، إلا أن موقف الفيدرالي من سعر الفائدة الفيدرالية ما زال يكتنفه بعض الغموض، وهو ما قد يبدأ بالانكشاف عندما تصدر قراءة التضخم في نفس يوم اجتماعهم الرابع على التوالي لهذا العام، وليتحدث المحللون بأمور محددة يجب أن تحدث ليبدأ الفيدرالي بالتفكير بتخفيض الفائدة وبالتالي تعريض الدولار للانخفاض على خلاف الذهب والأسهم.

ووفقا لمسح أجرته بلومبيرغ، فإن الخبراء والمحللين الاقتصاديين باتوا منقسمين إزاء سعر الفائدة الفيدرالية على النحو التالي:

41% من الخبراء بات يرى تخفيضين قادمين وفقا لمخطط النقاط.

41% انقسموا بين من يرى تخفيضا واحدا، وبين من لا يرى أي تخفيض.

وهذا يعني أن مسألة ثلاثة تخفيضات التي كانت قد طرحت نهاية الربع الأول من العام الجاري، باتت مسألة من الماضي.

أما بالنسبة لسعر الفائدة اليوم فها هي تقترب من عام تقريبا دون تغيير منذ أن تم تثبيتها عند 5.5% وتحديدا في اجتماع يوليو الماضي؟

ولكن المخاوف التي تراود الفيدرالي ومسؤوليه فإنها تتعلق بمسألة ارتداد التضخم مجددا للأعلى حتى بعد قراءة منخفضة سابقة.

حيث عاد التضخم للارتفاع منذ عام تقريبا أربع مرات ليبقى عنيدا دون الانخفاض تحت 3%.

ريان سويت، كبير الاقتصاديين الأميركيين في أكسفورد إيكونوميكس رد على استطلاع بلومبيرغ قائلا:

“مخاطر التضخم المرتفع وفقا لتوقعاتنا ما زالت مرتفعة وتتخذ اتجاها صعوديا”.

وهو التصريح الذي يتناغم مع أمرين:

  • أن الاجتماع الحالي لن يحمل أي قرار بالتخفيض.

  • وأن الفوائد المرتفعة مستمرة حتى وقت أطول.

بينما ووفقا لاستطلاع بلومبيرغ، فإن الخبراء أكدوا على أن التضخم سيكون العامل الأكبر والأهم لبدء التخفيض، أكثر من بيانات سوق العمل.

حيث إنه وفي حال انخفاض التضخم (إما بمقدار كبير أو لعدد من القراءات)، فإن الفيدرالي حينها سيكون جديا في بدء تخفيض الفوائد.

ماذا وإلا فإن الفوائد المرتفعة مستمرة لوقت قد يمتد حتى نهاية العام الجاري بشكل كامل.

ويتوقع مراقبو بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يقوم بالتخفيض الأول في اجتماع السياسة النقدية في سبتمبر.

وهو ما يتماشى مع تصريحات قادة الفيدرالي خلال الأسابيع الماضية، حينما أكدوا عدم ضرورة الاندفاع لتخفيض الفائدة طالما بقي التضخم مرتفعا.

لتبقى الأسواق مشدودة حتى الاربعاء بأمرين اثنين:

الأولى قراءة التضخم، والتي إن انخفضت بشكل ملحوظ، فإنها ستدفع الاسواق للانجراف نحو التفاؤل بشكل يؤذي الدولار ويعطي دفعا للذهب والأسهم، والعكس تماما سيحدث في حال تماسك التضخم أو ارتفاعه.

فيما يتمثل الأمر الثاني بكلام وتصريحات رئيس الفيدرالي بعد صدور قراءة التضخم.

في النتيجة؛

فإن الانخفاض الملحوظ الذي تحدثنا عنه في المقالة الحالية سيتمثل بضرورة انخفاضه بمقدار 0.3% ليقترب من 3%.

وهو ما أشارت إليه ستيفاني روث، كبيرة الاقتصاديين في Wolfe Research.

حيث إنه ووفقا لهذه النسبة، فإن الفيدرالي سيكون قادرا على تغيير لهجته نحو التفاؤل بتخفيض محتمل قادم.


ملاحظة مهمة جدا: ما ذكر في المقال الحالي يتحدث عن العامل الاقتصادي دون التطرق للعامل السياسي الذي ما زال يؤثر على زوج الدولار شيكل.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية