سيناريوهان مهمان سيحددان مصير الدولار والذهب هذا الاسبوع

تنتظر الأسواق المالية قراءة التضخم الأميركي هذا الأسبوع بفارغ الصبر، ليس لأنها أحد القراءات المهمة الخاصة بغلاء المعيشة في أميركا فحسب، بل لأنها ستحدد وفق سيناريوهاتها مصير الدولار والذهب والأسواق المالية أيضا، وذلك بحسب ما ستأتي عليه القراءة.

وقبل الدخول في تفاصيل السيناريوهات المحتملة وتأثيرها على الدولار أو الذهب، فإننا سننوه إلى الأمر المهم التالي:

قراءة التضخم الأميركي ستصدر يوم الأربعاء وذلك بعد يوم واحد من صدور مؤشر تضخم مهم آخر، وهو مؤشر أسعار المنتجين، والذي سيصدر في نفس يوم حديث رئيس الفيدرالي جيروم باول وهو ما سيكون مهما بشكل كبير للتأثير على أداء الدولار والذهب قبل قراءة يوم الأربعاء.

أما عن مؤشر أسعار المنتجين، والذي ارتفع في قراءة الشهر الماضي مقارنة بالتوقعات، فإنها ستسلط الضوء على تكاليف إنتاج السلع، وهو ما قد يتأثر بشكل أو بآخر بتماسك أسعار النفط المرتفعة (وهي أحد مكونات الإنتاج المهمة).

حيث إنه وفي حال كان المؤشر مرتفعا بشكل كبير أو متماسكا بشكل أو بآخر فوق مستويات 2%، فإن ذلك سيعطي دفعا لرئيس الفيدرالي للتأكيد على تمسكه بالسياسة النقدية المتشددة، ما سيعطي دفعا جيدا للدولار على عكس الذهب.

بينما وفي حال انخفض مؤشر أسعار المنتجين، فإن ذلك سيعطي أملا للأسواق المالية في مساء يوم الثلاثاء، وخط استراحة لجيروم باول للحديث المتفائل ضد أي حديث محتمل عن رفع الفائدة كما أشار إليها بعض رؤوساء الفيدرالي الأسبوع الماضي، ما سيمثل ضغطا على الدولار ودفعا جيدا للذهب.

السيناريوهات المتوقعة ليوم الأربعاء والتي ستحدد مصير الدولار والذهب :

بعد الانتهاء من مساء يوم الثلاثاء، ستكون الأسواق مشدودة الأعصاب بشكل كبير، وهو ما قد يتيح تذبذبا على الدولار ما بين ارتفاع وانخفاض ملحوظين يمكّن المضاربين من تحقيق أرباح جيدة ضمن نطاقات سعرية ضيقة.

وخلال يوم الأربعاء ستصدر قراءتين مهمتين بشكل كبير، وهما:

  • مؤشر أسعار المستهلكين (على أساس سنوي وشهري)

  • مبيعات التجزئة.

أما فيما يتعلق بمؤشر أسعار المستهلكين (المؤشر الأفضل للتعبير عن التضخم الأميركي) فتشير بعض التوقعات إلى تماسكه ضمن نطاق 3.8% أعلى أو أقل قليلا، وذلك بدعم من استقرار أسعار البنزين في أميركا.

وفيما يلي السيناريوهات المحتملة للمؤشرين:

السيناريو الأول: انخفاض التضخم ومؤشر مبيعات التجزئة:

هذا السيناريو سيوجه ضربة موجعة للدولار وانطلاقة نوعية للذهب، خاصة وأن ذلك سيحدث قبل شهر من اجتماع الفيدرالي الذي سيعد مصيريا وفق هذا السيناريو.

حيث ستندفع الأسواق إلى تسعير تخفيض الفائدة بشكل أكبر، أو توقع تخفيض الفائدة في وقت ما قبل الموعد المنتظر الحالي وهو شهر سبتمبر القادم.

السيناريو الثاني: تماسك أو ارتفاع التضخم ومؤشر مبيعات التجزئة:

في حال جاء التضخم متماسكا ضمن 3.8% أو أعلى بشكل غير متوقع مع تماسك أو ارتفاع مبيعات التجزئة، فإن ذلك سيدفع الدولار نحو مستويات أعلى.

فيما قد يختلف الأمر عند الذهب، فقد يرتفع في حال ارتفاع التضخم بشكل كبير، وذلك أن الأسواق قد تندفع لتسعير ركود قادم بشكل يدفع الجميع نحو الذهب بصفته ملاذا آمنا.

بينما وفي حال جاء التضخم متماسكا ضمن حدوده الحالية، فإننا قد نلحظ أن الذهب سيستقر عن مستوياته الحالية أو أقل قليلا، وذلك بسبب أن السبب الرئيسي في تحسن الذهب (وهو تخفيض الفوائد) سيتم تأجيله لوقت أطول.

وسأقف عند هذه السيناريوهات، دون الحديث عن سيناريوهات الحياد، والتي تعني عدم تغير قراءة كل من التضخم أو مبيعات التجزئة، والتي ستدفع الأسواق إلى إبقاء الأمور على ما هي عليه.