صعود الشيكل مقابل الدولار بسبب عودة نفس النمط بعد إعلان الفيدرالي

تشهد الأسواق صعود الشيكل مقابل الدولار منذ صباح أمس الخميس، على خلفية ما أعلنه الفيدرالي الأمريكي، وما شهدته أسواق المال بعد ذلك الإعلان.

حيث تعززت قوة الشيكل مقابل سلة من العملات الخاصة بالشركاء التجاريين الرئيسيين لاقتصاد الكيان.

وذلك بعد ارتفاع أسواق وول ستريت كاستجابة للإعلان المتشدد من قبل الفيدرالي الأمريكي.

وقد أعلن الفيدرالي في اجتماعه الأخير عن أمرين رئيسين هما:

  • تقليص مشتريات الأصول (شراء السندات) إلى النصف (60 مليار بدلا من 120 مليار شهريا).

  • توقع ثلاث زيادات في الفائدة في عام 2022.

كما وقد قدم البنك الاحتياطي الأمريكي توقعات متفائلة للاقتصاد الأمريكي، وأعرب عن ارتياحه فيما يتعلق بتعافي سوق العمل الأمريكي.

وهي التوقعات التي ستنصب في صالح صُنّاع السياسة النقدية وأصحاب القرار الأمريكي للتركيز على مواجهة مخاطر التضخم.

وقد أدت أخبار الفيدرالي إلى جانب ارتفاع أسواق المال إلى صعود الشيكل مقابل الدولار واليورو في آن واحد.

حيث قامت العديد من المؤسسات الاستثمارية بالتحوط من مخاطر تعرضها للدولار (ارتفاع سوق الأوراق المالي يعني ارتفاعا في مخاطر التعرض).

وقد وصلت مبيعات المؤسسات المالية من العملات الأجنبية خلال العام الحالي 21 مليار دولار، الأمر الذي ساهم في رفع قيمة الشيكل.

النمط المتكرر يعود وراء سبب صعود الشيكل!!

أما عن السبب الرئيسي لقوة الشيكل، فيبدو بأنه عودة للنمط المتكرر والذي اشرنا إليه سابقا (انظر هنا).

وقد أشار المحللون لارتفاع الشيكل وفيما إذا كان سببه ما تقوم به المؤسسات المالية لبيع لللدولار، أم أن هناك سببا آخر لذلك.

حيث قال كبير الاقتصاديين في Zabezhinsky ميتاف داش أليكس نقلا عن موقع globes:

“بدا سعر الشيكل مقابل الدولار في السنوات الأخيرة كصورة طبق الأصل لما يحدث في مؤشر S&P 500”.

وأضاف قائلا:

“لا نعتقد أن الشيكل يؤثر على سوق الأسهم الأمريكية، بل بالعكس، فمن الواضح أنه يجب إيجاد حل لمشكلة تحوط العملات من قبل مؤسسات الاستثمار”.

بينما أكد على أن ارتفاع أسواق الأسهم الأمريكية يزيد من تعرض المؤسسات للعملة، وهو ما يدفع الشيكل نحو الارتفاع.

ماذا يعني تعرض المؤسسات للعملات؟

أما عن معنى تعرض المؤسسات للعملة، فيعني أن المؤسسات تقوم بتسجيل أصولها وخصومها بالدولار الأمريكي، على الرغم من امتلاكها أو استخدامها لعملة أخرى، مثل الشيكل في حالة اقتصاد الكيان.

وفي حالة تخوف المؤسسات من أن يصبح الدولار عرضة لتقلب مخاطر أسعار الصرف بشكل كبير، فإن المؤسسات تقوم ببيعه.

وذلك بهدف العمل على:

  • تقليل تعرضها لمخاطر التقلب التي ستحدث، وليس لتقليل التقلب نفسه.

  • الحد من إمكانية تعرضها للصدمات الخارجية نتيجة توقع تراجع في أداء الأصول مستقبلا.

بالنتيجة؛

فإن صعود الشيكل مقابل الدولار يأتي كنتيجة لما يجري في أسواق المال، وتخوف المؤسسات الاستثمارية من تقلبات قادمة في قيمة الدولار، وفي أسواق الأصول نفسها.

وهذا يعني احتمالية استمرار أداء الشيكل في قوته خلال الفترات القليلة القادمة، على أن يتم التصحيح مع بوادر حقيقية وملموسة جدا على صعيد الحركة التجارية العالمية والاقتصاد الأمريكي وتحديدا عمليات رفع أسعار الفائدة.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية