فضيحة محافظ مصرف لبنان : وثائق تشير إلى اختلاس رياض سلامة 300 مليون دولار

يحقق المدعي العام السويسري في مزاعم تشير إلى فضيحة محافظ مصرف لبنان وشقيقه واتهامهم باختلاس أكثر من 300 مليون دولار من تلك المؤسسة من خلال معاملات لشركة خارجية غامضة.

حيث قالت الأوراق بأن محافظ البنك المركزي رياض سلامة قد قام بعمليات اختلاس بأكثر من 300 مليون دولار أمريكي على حساب مصرف لبنان.

وأكدت الوثائق بأن هذه المعاملات قد تمت منذ ابريل من عام 2002 بمساعدة شقيقه رجاء سلامة.

كما كتب مكتب المدعي العام السويسري في رسالة إلى السلطات اللبنانية يطلب فيها المساعدة القانونية المتبادلة.

حيث تم تسريب الرسالة، التي أُرسلت في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي.

كما أكد مكتب المدعي العام السويسري لـ “فاينانشيال تايمز” :

“يجري تحقيق جنائي في شبهات غسل الأموال فيما يتعلق بالاختلاس المحتمل على حساب مصرف لبنان، وطلبنا المساعدة من الجانب اللبناني”

بينما رفض مكتب المدعي العام السويسري التعليق أكثر عن مجريات التحقيق الذي يدور الآن.

وفي مقابلة مع “فاينانشيال تايمز” هذا الأسبوع، لم ينف المصرف المركزي حدوث تلك الصفقات.

لكنه قال:

“لم يكن هناك دولار واحد في العمليات التي ذكرتها على حساب مصرف لبنان”.

كما أضاف:

“تمت الموافقة على كل هذه المعاملات من قبل المجلس المركزي (مصرف لبنان) بشكل مشروع”.

وهذه هي أحدث فضيحة تضرب محافظ البنك المركزي اللبناني القوي منذ فترة طويلة.

حيث أنه لطالما تمت الإشادة الدولية بقوة رياض بسبب استقرار الدولة الهشة بسببالحروب الإقليمية والأزمة المالية العالمية.

لكن سلامة، الذي يزعم أنه ضحية “حملة تشويه”، تعرض لانتقادات عديدة للأسباب التالية:

  • انهيار العملة المحلية، مما أدى إلى تضخم مفرط.

  • معاناة البلاد من أسوأ أزمة مالية واقتصادية منذ ثلاثة عقود.

حيث كان هذان السببان كفيلين بإلقاء اللوم على رياض والكثير من السياسيين من قبل اللبنانيين، لسوء إدارة السياسة النقدية والاحتياطيات.

تفاصيل فضيحة محافظ مصرف لبنان :

يقوم المدعي العام السويسري الآن بفحص المعاملات التي تزيد قيمتها عن 330 مليون دولار بين عامي 2002 و 2015.

ويقول المدعي العام بأن هذه العمليات تمت على حساب مصرف لبنان إلى حساب HSBC سويسرا باسم “Forry Associates”.

حيث يزعم محققون سويسريون أن هذه الشركة الخارجية الغامضة كان يسيطر عليها رجا شقيق سلامة.

كما ويزعم المحققون في الرسالة أن مئات الملايين تم تحويلهم بعد ذلك من Forry إلى الحسابات المصرفية السويسرية التي يسيطر عليها سلامة.

وكان مصرف لبنان قد منح Forry عقد وساطة غير حصري في عام 2002، كما جاء في الرسالة، حيث كان قد وقعه كل من رياض ورجاء سلامة.

بينما قال أربعة مصرفيين لبنانيين كبار سابقين، كانوا على دراية بصفقة فوري مع مصرف لبنان، بأنهم لم يسمعوا عن الشركة.

كما قال محققون سويسريون لنظرائهم اللبنانيين في الرسالة:

“من بين 333 مليون دولار تم تحويلها إلى Forry، تم تحويل 248 مليون دولار إلى حساب رجاء سلامة الشخصي في HSBC”.

بينما أكدوا ذهاب أقل بقليل من 10 ملايين دولار إلى حسابين زعم ​​المحققون أنهما كانا تحت سيطرة رياض سلامة، وهما:

  • “Westlake Commercial Inc” المسجلة في بنما في Julius Baer

  • “SI 2 SA” المسجلة في سويسرا في EFG Bank في زيورخ.

كما زعم المحققون أن أكثر من 7 ملايين فرنك سويسري تدفقت من الشركة الثانية إلى حساب UBS تحت اسم “Red Street”، والذي تم استخدامه لشراء ممتلكات سويسرية.

بينما رفض رياض سلامة توضيح من أدار شركة Forry، وما إذا كان شقيقه قد وقع العقد، أو من وراء Westlake أو SI 2 SA.

حيث قال:

“إن حساب مصرف لبنان الذي دفعه لشركة Forry هو حساب مقاصة، وأن الأموال جاءت من المشاركين في العملية.”.

ونفى سلامة تضارب المصالح، وقال:

“إن فوري لا تمتلك مشاريع حصرية، وبالتالي لا توجد معاملة خاصة لها”.

وفي النهاية فقد أظهرت الوثائق المسربة أن شركة Forry كانت مملوكة لشركة Nomihold، وهي شركة أخرى مسجلة في جزر فيرجن البريطانية مع مالكيها المخفيين.

بينما لم تتمكن فاينانشيال تايمز من الاتصال بهذه الشركة، كما امتنع رجاء سلامة، عضو مجلس إدارة شركة سوليدير العقارية اللبنانية العملاقة، عن التعليق على هذه المزاعم.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية