بتصرف: تنتظر الأسواق العالمية اليوم قراءة مؤشر التضخم الأمريكي الذي تشير التوقعات إلى انخفاضه على أساس سنوي بنسبة هي الأعلى منذ بدء انطلاق توقعات الانخفاض منتصف العام الماضي.
وقبل الدخول في التفاصيل فإنه تجدر الإشارة إلى الأمور الآتية:
هذه القراءة ستكون مهمة لأربعة أسباب وهي:
-
هي القراءة الأولى بعد عام من بدء عملية رفع الفوائد.
-
هذه القراءة ستعطي أدلة قوية جدا عن مستقبل الفوائد لهذا العام.
-
في حال انخفاض التضخم وفقا للتوقعات، فإنها ستقترب من معدل الفوائد المفروض حاليا.
-
ستمثل قراءة اليوم وما ستدفعه من توقعات إلى إعطاء اشارات للبنوك المركزية الأخرى من حول العالم، فيما يتعلق بأدائها عن الفوائد.
إلا أنه ويجب الانتباه إلى أن انخفاض الدولار الامريكي من عدمه اليوم وفقا لقراءة التضخم، ستكون مشروطة بشكل كبير بانخفاض القراءة وفقا للتوقعات، وهي التوقعات الكبيرة نسبيا مقارنة بالتوقعات السابقة.
ماذا وإلا فإن الأسباب المتمثلة بالاضطرابات المصرفية والتوترات الجيوسياسية وانخفاض الانتاج النفطي، كلها أسباب ما زالت تدعم تماسك وارتفاع الدولار على المدى المتوسط.
التفاصيل: قراءة مؤشر التضخم الأمريكي ستكون مختلفة هذه المرة لأسباب أربعة
انخفض مؤشر الدولار قبيل قراءة مؤشر التضخم الأمريكي مقابل معظم العملات الرئيسية باستثناء الين الياباني.
وستمثل قراءة اليوم قراءة مهمة جدا للعديد من الأسباب، وهي أنها القراءة الأولى بعد انقضاء العام الأول لبدء عملية رفع الفوائد، وذلك حينما وصل التضخم معدل 8.5%.
كما ستمثل امرا مهما بالنسبة للجميع، لأنها ستعطي إشارة وبعض الأدلة حول مدى قرب أسعار الفوائد من ذروتها لدى الجانب الأمريكي.
وهو الأمر الذي وفي حال حدث وانخفض التضخم وفقا للتوقعات، فإنه أيضا سيعطي إشارات لبنوك مركزية أخرى لاحتمالية اللحاق بالركب الامريكي في المستقبل القريب والوصول الفوائد لديها إلى الذورة أيضا.
وقد جاءت التوقعات لليوم على النحو الآتي:
انخفاض التضخم على اساس سنوي من 6% إلى 5.2% ثم اليوم تم تعديلها إلى 5.1%.
تراجع التضخم باستثناء الطاقة والغذاء على أساس شهري من 0.50% إلى 0.40%.
ارتفاع التضخم الأساسي على أساس سنوي باستثناء الطاقة والغذاء من 5.5% إلى 5.6%.
وفي حال انخفاض التضخم إلى مستويات 5.2% أو 5.1% فإنها ستكون المرة الأولى التي ستقترب الفوائد فيها من التضخم.
وهذا امر مهم بالنسبة للمحللين الذين يرون ان الفيدرالي سيقف عندما يصبح التضخم مساويا للفوائد المفروضة.
وقد قال مات سيمبسون ، كبير محللي السوق في سيتي إندكس:
“قد يكون الفرق بين ارتفاع بمقدار 25 نقطة أساس أو توقف مؤقت في الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في مايو”
كما أضاف قائلا:
” أسواق المال قد تعود بسرعة لإعادة تسعير سياسة توقف مؤقت، إذا جاء التضخم أقل أو متوافقا مع التوقعات”.
وحتى الآن فإن الأسواق تقوم بتسعير رفع الفوائد بمقدار ربع نقطة الشهر القادم، وبنسبة 74%.
ولكن قراءة اليوم ستمثل إشارة أخرى، وهي أنه وبحسب نتيجتها لليوم فإن قراءة توقعات اسعار الفائدة لما تبقى من شهور العام أيضا ستتأثر كثيرا.
ولكن وبغض النظر عن قراءة اليوم، وما ستجلبه من توقعات، إلا أن الفيدراليين ما زالو متباينين في مسألة رفع الفوائد.
حيث قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز:
“نعم نحتاج للمزيد من رفع الفوائد، ولكن ذلك سيعتمد على البيانات الواردة”.
بينما قال رئيس بنك فيلادلفيا الفيدرالي باتريك هاركر:
“أشعر بأن نهاية رفع اسعار الفوائد ستكون قريبة”.
فيما قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستن جولسبي:
“إن الولايات المتحدة يجب على البنك المركزي التحلي بالصبر بشأن رفع أسعار الفائدة في مواجهة ضغوط القطاع المصرفي الأخيرة”.
المقالات التي تم الاعتماد عليها في إعداد هذه المقالة الأصلية لموقع كواليس المال في نتائجها واستنتاجاتها:
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية