لماذا انخفض سعر الذهب ؟ وسببان قد يقفان وراء عودة ارتفاعاته السعرية

انخفضت اسعار ونصة الذهب إلى مستويات 1766 دولارا أمريكيا، وهو ما دفع الجميع إلى التساؤل لماذا انخفض سعر الذهب ومتى سيعاود الارتفاع، وهو ما سنحاول الاجابة عنه هنا.

لماذا انخفض سعر الذهب ؟

تراجعت اسعار الذهب لأدنى مستوياته منذ شهر اكتوبر من عام 2021، وذلك حينما وصلت اسعار اونصة الذهب إلى مستويات 1763 دولارا أمريكيا.

حيث انخفض عام 2021 بدفع من انخفاض اعداد الاصابات بفايروس كورونا آنذاك وعودة الأمال في انتعاش اقتصادي عام.

إلا ان اسعار الذهب عادت لتنخفض إلى هذه المستويات في الوقت الحالي، بالتزامن مع تشديد البنوك المركزية سياستها النقدية ورفع الفائدة على عملاتها.

وهو الأمر الذي يرفع من العوائد التي تقدمها العملات بشكل مختلف، ويخفّض من العوائد التي يجنيها المستثمرون والمضاربون من التعامل بالذهب.

خاصة وأن الذهب يعتبر أصلا غير مدرٍ للعوائد، أو كما يسمى بالأصل صفري العائد.

وبالتالي فإن الطلب على العملة بشكل مكثف دفع إلى تراجع الطلب على الذهب من قبل المستثمرين والمتعاملين.

كما أنه وفي مثل هذه الظروف فإن الذهب وخيارات الاستثمار التقليدية الأخرى التي تحمل فائدة صفرية ومنخفضة، ستكون في حالة من التراجع.

وذلك نظرا للعوائد الحقيقية المنخفضة بل وحتى السالبة مقارنة بما تقدمه العملات من عوائد.

سببان قد يدفعان إلى عودة الذهب للارتفاع:

أولا. مخاوف الركود الاقتصادي:

ترتفع المخاوف من حدوث الركود العالمي وذلك بعدما تحدثت العديد من الشركات عن ارتفاع مخاوف الركود في المنطقة الأوروبية مثلما قدمته شركة سنتكس.

بينما توقعت شركة الوساطة العالمية نومورا ارتفاع توقعات حدوث الركود في كل من:

  • الولايات المتحدة.

  • كندا.

  • استراليا.

  • كوريا الجنوبية.

  • والمملكة المتحدة.

  • استراليا.

حيث قال روب سوبارامان كبير الاقتصاديين في شركة نومورا ورئيس أبحاث الأسواق العالمية سابقا في منطقة آسيا وأوروبا:

“نتوقع حدوث الركود الاقتصادي في أمريكا خلال الربع الرابع من هذا العام، ليستمر خمسة أرباع متتالية”.

ويدعم هذا التوقع أن يعود الذهب إلى الارتفاع في ظل الركود الاقتصادي، وهو ما يمكن أن يذكرنا بما حدث إبان الأزمة المالية العالمية عام 2008.

وذلك حينما ارتفعت اونصة الذهب من مستويات 700-800 دولار لتصل إلى حدود 1800 دولار أمريكي.

قبل أن تعاود الانخفاض بعد عام 2012، حينما عادت للانخفاض مقتربة من مستويات 1000 دولار أمريكي عام 2015.

وهو الانخفاض الذي حدث بسبب عودة النبض إلى الحياة الاقتصادية وما قامت به البنوك المركزية من محاولة التخلص من آثار الأزمة المالية العالمية.

السبب الثاني. قدرة البنوك المركزية على التعامل مع التضخم وأثر ذلك على اسعار الفائدة:

أما عن السبب الآخر الذي قد يدعم ارتفاع الذهب في المستقبل القريب، فيتمثل بانخفاض معدلات التضخم التي تسعى إليها البنوك.

حيث إنه وفي حالة انخفاض التضخم، فإن البنوك المركزية ستعمل على تخفيض الزيادة التي ستقوم بها على أسعار الفائدة.

بل إن البنوك المركزية ستحاول تخفيض معدلات الفائدة لمعالجة الركود الذي ستكون قد تسببت به كما هو متوقع.

وفي هذه الحالة، فإن الذهب سيتلقى دعما قويا للعودة إلى مستويات مرتفعة، ستظهر مستوياتها الصاعدة في ذلك الوقت.

وقد يمثل هذا السبب أمرا أقل احتمالية من السبب الأول، وذلك بفضل بقاء الاسعار مرتفعة في ظل استمرار الحرب والعقوبات الاقتصادية.

إلا أنه يبقى احتمالا قائما، خاصة وأن البنوك المركزية تسعى إلى ذلك حتى وإن حدث لديها ما يُسمى بالتراجع الاقتصادي الناعم.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية