حينما نتحدث عن محافظة القدس ومكانتها الاقتصادية ، فإنه لابد من الحديث عن خصوصية هذه البقعة المشرفة ومكانتها التاريخية والدينية، وفيما يلي نبذة مقتضبة عن هذه المحافظة.
تعتبر محافظة القدس مدينة عربية إسلامية عالمية ذات هوية فلسطينية، وتكتسب مكانتها في مختلف المجالات بالاستناد إلى مكانتها الدينية عبر التاريخ والأزمنة.
حيث تعتبر القدس مهبطا للديانات السماوية، وأولى القبلتين ومعراجا للرسول صلى الله عليه وسلم.
ويعود تاريخ تأسيس القدس إلى سنة 3000 قبل الميلاد، وقد تعرضت منذ ذلك الزمن إلى الكثير من الهجمات والتي لا تقل عن 25 مرة.
وتقع محافظة القدس وسط الضفة الغربية، بمساحة 345 كم مربع، وفقا لكتاب القدس السنوي الصادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
وتشكل مساحة القدس نسبة 6.1% من مساحة الضفة الغربية، و 5.7% من مساحة فلسطين، وأقرب المحافظات لها رام الله وبيت لحم.
كما يقدر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عدد سكان القدس 471.8 ألف نسمة كما في منتصف عام 2021.
وقد تسمّت القدس بالعديد من الأسماء عبر التاريخ، والتي ارتبطت بالحقب التاريخية وفقا لما قاله مصطفى الدباغ في موسوعة بلادنا فلسطين.
ومن أبرز هذه الأسماء كانت:
حصن يبوس: نسبة إلى اليبوسيين.
يروشالم: شالم الإله الكنعاني معناه السلام.
مدينة داود: نسبة إلى النبي داود.
مدينة الله.
شليم: في عهد السيد المسيح ورد ذكرها في الإنجيل.
ياروشالم: في الكتابات الكنعانية القديمة.
جيروزالم: اسم إفرنجي تحريف للاسم الكنعاني (ياروشالم).
يا بيتي: سميت لدى الفراعنة وتحريف للاسم الكنعاني ولكن هكذا سميت باللغة المصرية واللغة الهيروغليفية آنذاك.
ايليا كبيتو لينا: الاسم الأول للإمبراطور الروماني هد ريان عام 135 م حيث كانت تحت الاستعمار الروماني.
بيت المقدس.
القدس عبر التاريخ:
مرت القدس بالعديد من الأحداث عبر التاريخ، وتتابعت الأمم والحضارات على تولي زمامها.
حيث امتدت منذ العهد الكنعاني، ومرت بالحروب الكبيرة بين الروم والفرس، وصولا إلى الفتح الإسلامي، ثم العهد الصليبي.
كما شهدت القدس عهد الفتح الإسلامي في زمن الأيوبيين، ثم انتقلت إلى المماليك، ثم عاشت العهد العثماني لأكثر من قرن.
بينما سقطت القدس تحت الانتداب البريطاني بُعيد انهيار الخلافة العثمانية، لينتقل جزء من القدس لاحقا في عام 1948 للاحتلال الإسرائيلي.
حيث احتلت اسرائيل الجزء الغربي من مدينة القدس، ثم وسرعان ما ضمت له الجزء الشرقي في الثامن والعشرين من حزيران عام 1967.
وقد تعرضت القدس إلى الكثير من الاضطهاد في زمن الاحتلال، سواء على صعيد تهويد الأراضي وطمس التاريخ، وصولا إلى مصادرة الأراضي وتهجير الأهالي.
محافظة القدس ومكانتها الاقتصادية:
يمثل الحج إلى القدس أبرز الموارد المالية منذ زمن بعيد، حيث تمتلك القدس معالم دينية تجعلها مزارا للكثير من الأجانب، وفيما يلي نبذة عن النشاط الاقتصادي في المحافظة:
أولا. قطاع الخدمات في محافظة القدس:
يتركز توزيع العاملين من محافظة القدس حسب النشاط الاقتصادية عام 2019 في قطاع الخدمات، بنسبة 29.4% من إجمالي العاملين.
وقد بلغ عدد المنشآت العاملة في أنشطة الخدمات في محافظة القدس أكثر من 3 آلاف منشأة.
حيث بلغ حجم الانتاج 654.5 مليون دولار، وقد تركزت الخدمات في الأمور التالية:
أنشطة خدمات الإقامة والطعام
الأنشطة العقارية والإيجارية.
الأنشطة المهنية والعلمية والنقدية.
أنشطة الخدمات الإدارية والخدمات المساندة.
التعليم.
الصحة والعمل الاجتماعي
القانون والترفيه والتسلية.
ثانيا. قطاع التجارة في محافظة القدس:
يحتل قطاع التجارة المركز الثاني في القدس، حيث يمثل العاملون في هذا القطاع 27.1%.
وقد بلغ عدد المنشآت العاملة في أنشطة التجارة الداخلية 4,345 منشأة، بحجم إنتاج 581.2 مليون دولار.
أما عن التجارة الخارجية، فقد سجلت القدس واردات بقيمة 399.1 مليون دولار عام 2018.
بينما سجلت صادرات بقيمة 92 مليون دولار للعام 2017.
ثالثا. قطاع الصناعة في محافظة القدس:
يمثل عدد العاملين في قطاع الصناعة نسبة جيدة، حيث يمثل العاملين في قطاع التعدين والمحاجز والصناعة التحويلية بنسبة 12.7%.
وقد بلغ حجم الإنتاج لأنشطة الصناعة 518.7 مليون دولار، وتتركز في الأمور التالية:
التعدين واستغلال المحاجر والصناعات التحويلية.
إمدادات الكهرباء والغاز والبخار وتكييف الهواء وإمدادات المياه وأنشطة الصرف الصحي وإدارة النفايات ومعالجتها.
ويذهب النسب الأخرى للقطاعات الأخرى على النحو التالي:
قطاع البناء والتشييد: 21.9%
النقل والتخزين والاتصالات : 8.4%
قطاع الزراعة والحراجة والصيد: 0.5%
وفيما يلي بعض المؤشرات الحيوية والاقتصادية في القدس الشريف:
أولا. بلغت نسبة المشاركة في القوى العاملة بين الأفراد (15 سنة فأكثر) في محافظة القدس 35.8% عام 2019.
ثانيا. بلغ معدل البطالة عام 2019 في محافظة القدس بين الأفراد المشاركين في القوى العاملة 6.8% مقابل 25.3% في فلسطين، و 14.6% في الضفة الغربية، و 45.1% في قطاع غزة.
ثالثا. يبلغ نسبة من يعمل لحسابه في محافظة القدس 9.9%، بينما يشكل أصحاب العمل 5.4%.
بينما تذهب النسبة الأكبر للعاملين بأجر وبنسبة 84.3%.
رابعا. يلاحظ أن النسبة الكبيرة من العمال يتركزون في فئات الفنيين، والعاملين في الحرف، والمهن الأولية.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية