نهاية منظمة أوبك للنفط ؟ الصراع يحتدم بين السعودية والإمارات على النفط

دخلت منظمة أوبك للنفط في أزمة على إثر الاقتتال الداخلي المرير بين السعودية والإمارات، وهو ما يضع المنظمة في خطر الزوال مستقبلا.

حيث تخلت أوبك وشركاؤها المتمثلين بمجموعة من أقوى منتجي النفط في العالم، فجأة عن خططهم للاجتماع مرة أخرى يوم الاثنين.

وذلك بعد أن فشلت اجتماعات الأسبوع الماضي بشكل غير متوقع في التوسط في اتفاق بشأن سياسة إنتاج النفط.

كما لم تحدد المجموعة موعدا جديدا لاستئناف المحادثات.

وهذا يعني أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن زيادة محتملة في إنتاج النفط الخام بعد نهاية يوليو.

مما يترك أسواق النفط في حالة من عدم اليقين تمامًا مع تعافي الطلب العالمي على الوقود من جائحة فيروس كورونا المستمر.

وقالت هيليما كروفت، رئيسة استراتيجية السلع العالمية في آر بي سي كابيتال ماركتس في مذكرة بحثية:

“أوبك + تعرضت لأخطر أزمة منذ حرب الأسعار المشؤومة العام الماضي بين السعودية وروسيا”.

وعلى الرغم من استمرار المحادثات عبر القنوات الخلفية، إلا أن مصير بقاء الإمارات في منظمة أوبك للنفط يبقى غامضا.

وقال كروفت إن الخلاف الإماراتي السعودي يبدو أكثر من مجرد سياسة نفطية.

حيث يبدو وأن أبوظبي عازمة على الخروج من ظل المملكة العربية السعودية ورسم مسارها في الشؤون العالمية.

وافقت منظمة أوبك+، التي يهيمن عليها منتجو النفط الخام في الشرق الأوسط ، على تنفيذ تخفيضات هائلة في إنتاج الخام في عام 2020 في محاولة لدعم أسعار النفط عندما تزامن جائحة فيروس كورونا مع صدمة تاريخية في الطلب على الوقود.

وتجتمع أوبك + شهريًا بقيادة السعودية (الحليف الوثيق للإمارات) لاتخاذ قرار بشأن سياسة الإنتاج.

ما هو فحوى صراع الإمارات والسعودية؟

تأتي الفوضى بعد تصويت أوبك + يوم الجمعة على اقتراح لزيادة إنتاج النفط بنحو مليوني برميل يوميًا بين أغسطس ونهاية العام على أقساط شهرية قدرها 400 ألف برميل يوميًا.

كما تم اقتراح تمديد التخفيضات المتبقية في الإنتاج حتى نهاية عام 2022.

لكن الإمارات رفضت الخطط التي تريد خط أساس أعلى لحصتها للسماح بمزيد من الإنتاج المحلي.

كما تم الحديث عن انزعاج ابو ظبي من عدم التزام روسيا بحصص إنتاج أوبك، وهو ما جعلها راغبة في زيادة حصتها.

قال تاماس فارجا، المحلل النفطي في شركة PVM Oil Associates:

“لم يتم التوصل إلى اتفاق، وإذا بقينا على نفس الحال، فإننا سنتجه إلى مشهد مضطرب حتى نهاية العام”.

كما شهدت المواجهة العلنية النادرة بين الإمارات والسعودية انخراط وزيري الطاقة من كلا البلدين في هجوم إعلامي خلال عطلة نهاية الأسبوع لتحديد مواقفهما.

وقال وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل المزروعي لحدلي جامبل من CNBC يوم الأحد:

“بالنسبة لنا، لم تكن صفقة جيدة”.

وأضاف:

“بينما كانت البلاد مستعدة لدعم زيادة قصيرة الأجل في إمدادات النفط ، فإنها تريد شروطًا أفضل حتى عام 2022.”

بينما دعا وزير الطاقة السعودية لقناة العربية المملوكة للسعودية يوم الأحد إلى التسوية والعقلانية.

ماذا عن الموقف الأمريكي؟

تحدثت بعض الأطراف أن متحدثًا باسم البيت الأبيض قال يوم الاثنين إن إدارة الرئيس جو بايدن كانت تضغط من أجل “حل وسط”.

حيث تراقب أمريكا (والتي لا تعتبر عضوًا في أوبك) عن كثب الجولة الأخيرة من المحادثات نظرًا لتأثيرها المحتمل على أسواق الخام في العام المقبل ومستقبل منظمة أوبك المنتجة للنفط على المدى الطويل.

وردا على نبأ تأجيل اجتماع أوبك + بدون اتفاق يوم الاثنين ، قال جون كيلدوف ، الشريك المؤسس في أجين كابيتال:

“تضامن أوبك انتهى اليوم”.

وأضاف قائلا:

“بعد الوباء أصبح الأعضاء متفككين، والإمارات متمسكة بأسلحتها في رغبتها في رفع خط الإنتاج”.

وقد ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها منذ ما يقرب من ثلاث سنوات خلال الأيام الماضية، حيث وصلت إلى 77.65 دولار للبرميل الواحد من خام برنت، و76.62 للعقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط.

وفي حال عدم التوصل إلى حلول قريبة، فإن الأسعار الخاصة بالنفط ستتجه نحو التدهور بسبب زيادة الانتاج من قبل الأعضاء والتوجه نحو سياسة الإغراق وانخفاض الأسعار بشكل غير محمود.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية